responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 58  صفحه : 45

كنت في عسكر هشام بن عبد الملك لما مات مسلمة بن عبد الملك فرأيت هشاما في شرطته ، ونظرت إلى الوليد بن يزيد قد أقبل يجرّ مطرف خزّ عليه حتى وقف على هشام والوليد نشوان ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ عقبي من بقي لحوق من مضى ، وقد أقفر بعد مسلمة الصيد والمرمى [١] ، واختلّ الثغر ، فوهى ، وعلى أثر من سلف ما يمضي من خلف ، وتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى ، فلم يحر هشام جوابا ، وسكت الناس ، فلم يترهسم [٢] أحد بشيء ، فأنشأ الوليد يقول :

أهينمة حديث القوم أم هم

نيام بعد ما متع [٣] النهار

عزيز كان بينهم نبيّا

فقول القوم وحيّ لا يحار

كأنّا بعد مسلمة المرجّى

شروب طوّحت بهم عقار

أو آلاف هجاين في قيود

تلفت كلّما حنّت ظؤار [٤]

فليتك لم تمت وفداك قوم

تراخي بينهم عنها الديار

سليم الصدر أو شرف نكيد [٥]

وآخر لا يزور ولا يزار

قال : سقيم الصدر ، عنى به يزيد بن الوليد الناقص ، والشرف النكيد : عنى به هشاما ، والذي لا يزور ولا يزار : مروان بن محمّد.

وقال :

فقد كنت نورا لنا في البلاد

مضيئا فقد أصبحت مظلمة

ونكتم موتك نخشى اليقين

فأبدى اليقين عن الجمجمة [٦]

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ، نا موسى ، نا خليفة قال [٧] :


[١] كذا بالأصل والنسخ ، وفي الأغاني : «لمن يرى» وكتب بهامشها : «كذا بالأصول».

[٢] كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي م : «يتوهسم» وفي الأغاني : «همس» ورهسم في كلامه : أتى منه بطرف ولم يفصح بجميعه.

[٣] متع النهار : طال وامتد.

[٤] الظؤار واحدها ظئر ، جمع نادر ، وهي الناقة التي تعطف وترنو على غير ولدها المرضعة له.

[٥] الأصل وم : نكيدا ، والمثبت عن «ز» ، ود ، وفي الأغاني : شكس نكيد.

[٦] الجمجمة : إخفاء الكلام.

[٧] تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٥٠ (ت. العمري) ثم ذكر خليفة في حوادث سنة ١٢١ أنه غزا على الصائفة ، ولعل

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 58  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست