responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 57  صفحه : 228

6 نخامة إلّا وقعت في كف رجل منهم فذلك بها وجهه وجلده. وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه النظر تعظيما له.

فرجع عروة إلى أصحابه ، فقال : أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا ، والله إن يتنخم نخامة إلّا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، فإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه. وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه النظر تعظيما له ، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها.

فقال رجل من كنانة : دعوني آته ، فقالوا : ائته ، فلما أشرف على النبي 6 وأصحابه ، قال رسول الله 6 : «هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن ، فابعثوها إليه» واستقبله القوم بلبون ، فلما رأى ذلك قال : سبحان الله ، ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت. فرجع إلى أصحابه فقال : رأيت البدن قد قلّدت وأشعرت ، فما أرى أن يصدوا عن البيت.

فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص ، فقال : دعوني آته ، فقالوا : ائته ، فلما أشرف عليهم قال النبي 6 : «هذا مكرز ، وهذا رجل فاجر» [١] فجاءه ، فجعل يكلم النبي 6 ، فبينما هو يكلمه إذا جاء سهيل بن عمرو.

قال معمر : فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي 6 «قد سهل لكم من أمركم».

قال الزهري في حديثه :

فجاء سهيل بن عمرو ، فقال : هات اكتب بيننا وبينك كتابا ، فدعي الكاتب ، فقال رسول الله 6 : «اكتب بسم الله الرحمن الرحيم» فقال سهيل : أما الرحمن فو الله ما أدري ما هو ، ولكن اكتب : باسمك اللهم ، كما كنت تكتب ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال النبي 6 : «اكتب باسمك اللهم» ثم قال : «هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله 6» فقال سهيل [بن عمرو] : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ، ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي 6 : «والله إني لرسول الله وإن كذبتموني ، اكتب : محمد بن عبد الله»


[١] في مغازي الواقدي : إن هذا رجل غادر.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 57  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست