قدم دمشق تاجرا في سنة تسع عشرة وخمس مائة ، وهو في حد الشباب.
وسمع بها أبا محمّد بن الأكفاني ، وعبد الكريم بن حمزة ، والفقيه أبا الحسن بن الشهرزوري وغيرهم. وكان قد سمع ببغداد من جماعة منهم : أبو طالب بن يوسف.
كتبت عنه حكاية ، وعاد إلى بغداد ، وعاش إلى أن علت سنة.
وحدّث وسمع منه جماعة.
حدّثني أبو طالب المبارك بن علي بن محمّد بن علي بن خضر البغدادي الصّيرفي لفظا ، بدمشق ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني [٢] ، نا أحمد بن محمّد بن أحمد ، حدّثني جدي ـ يعني ـ أبا بكر محمّد بن عبيد الله بن الفضل ، نا الحسن بن أحمد بن يزيد الإصطخري القاضي [٣] ، نا العباس بن محمّد الدوري ، نا يحيى بن معين ، نا السلمي عبد الله بن بكر ، نا بشر أبو نصر [٤].
أن عبد الملك بن مروان دخل على معاوية وعنده عمرو بن العاص ، فسلّم وجلس ، فلم يلبث أن نهض فقال معاوية : ما أكمل مروءة هذا الفتى ، فقال عمرو : يا أمير المؤمنين ، إنه أخذ بأخلاق أربعة ، وترك أخلاقا ثلاثة ، إنه أخذ بأحسن البشر إذا لقي ، وبأحسن الحديث إذا حدّث ، وبأحسن الاستماع إذا حدّث ، وبأيسر المئونة إذا خولف ، وترك مزاح من لا يوثق بعقله ولا دينه ، وترك مخالطة [٥] لئام الناس ، وترك من الكلام كل ما [٦] يعتذر منه.
بلغني أن أبا طالب بن خضر توفي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وخمسمائة.