responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 56  صفحه : 296

خرج علينا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، ; ، ونحن في مسجده ، وقد امتلأت السكة من أولها إلى آخرها من الناس ، وهو عشية يوم الاثنين الثالث من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، وكان يملي عشية كلّ [يوم][١] اثنين من أصوله مما ليس في الفوائد أحاديث [٢] ، فلمّا نظر إلى كثرة الناس والغرباء من كل فجّ عميق ، وقد قاموا يطرّقون له [٣] ويحملونه على عواتقهم من باب داره إلى مسجده ، فلما بلغ المسجد جلس على جدار المسجد وبكى طويلا ، ثم نظر إلى المستملي فقال : أكنت سمعت محمّد بن إسحاق الصغاني يقول : سمعت أبا سعيد الأشجّ يقول : سمعت عبد الله بن إدريس يقول : أتيت يوما باب الأعمش بعد موته ، فدققت الباب ، فقيل : من هذا؟ فقال : ابن إدريس ، فأجابتني امرأة يقال لها : برة ، هاي هاي ، يا عبد الله بن إدريس ، ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب ، ثم بكى الكثير ثم قال : كأنّي بهذه السكة ولا يدخلها أحد منكم ، فإني لا أسمع وقد ضعف البصر ، وحان الرحيل ، وانقضى الأجل ، فما كان إلّا بعد شهر أو أقل منه حتى كفّ بصره ، وانقطعت الرحلة ، وانصرف الغرباء إلى أوطانهم ورجع أمر أبي العباس إلى أنه كان يتناول قلما ، فإذا أخذ بيده علم أنهم يطلبون الرواية فيقول : حدّثنا الربيع بن سليمان ويقرأ الأحاديث التي كان يحفظها وهي أربعة عشر [٤] حديثا وسبع حكايات ، وصار بأسوإ حال إلى شهر ربيع الآخر من سنة ست وأربعين وثلاثمائة [حتى توفي][٥] ، وغسله أبو عمرو بن مطر ، وصلّى عليه ودفن في مقبرة شاهين.

قال : وسمعت الرجل الصالح أبا جعفر محمّد بن موسى بن عمران يقول بحضرة الأستاذ أبي الوليد :

رأيت أبا العباس في المنام فقلت : [إلى][٦] ما ذا انتهى حالك أيها الشيخ؟ فقال : أنا مع أبي يعقوب البويطي ، والربيع بن سليمان ، في جوار أبي عبد الله الشافعي نحضر كل يوم ضيافته.


[١] زيادة عن سير الأعلام.

[٢] بالأصل : أحاديثا ، والمثبت عن سير الأعلام.

[٣] أي يوسعون له الطريق ، ويقولون : الطريق ، الطريق.

[٤] بالأصل : أربع عشر.

[٥] الزيادة لازمة للإيضاح عن سير الأعلام.

[٦] الزيادة للإيضاح عن الأنساب.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 56  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست