نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 55 صفحه : 130
الرّملة ، واسمه يانس المؤنسي إلى زغر [١] ، ومات بها ، وحمل إلى بيت المقدس.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال [٢] : وحدّثني الثقة من أصحابهم عن عبد الرّحمن بن محمّد قال : قال أحمد بن محمّد بن يحيى الدهان : خرج أبو عبد الله محمّد بن كرّام بن عراق بن حزابة بن البراء النزاري الزاهد من نيسابور في شوال سنة إحدى وخمسين ومائتين [٣].
قال الحاكم : قالوا : وتوفي أبو عبد الله ببيت المقدس من الليل فحمل بالغداة ولم يعلم بموته إلّا خاصته ، ودفن في مقابر الأنبياء ، صلوات الله عليهم ، بباب أريحا بقرب زكريا ، ويحيى بن زكريا وغيرهما من الأنبياء ، وتوفي وأصحابه ببيت المقدس نحو عشرين ألفا [٤] ، وكان لأصحاب ابن كرّام رباط ببيت المقدس ، فسمعت أبا عبد الله محمّد بن أحمد المقدسي العثماني يحكي أنه كان بذلك الرباط جماعة من أصحابه مظهرين للنسك [٥] ، وكان ببيت المقدس رجل يقال له هجّام ، يحبهم ، ويحسن ظنه بهم ، فنهاه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم عن إحسانه بهم الظن فقال : المال منهم ما ظهر لي ، فلمّا كان بعد ذلك رأى هجام في المنام كأنه اجتاز برباطهم ، فرأى كأن حائطه كله نبات النرجس فاستحسنه ، فمدّ يده ليتناول منه شيئا فوجد أصوله في العذرة ، فقصّ رؤياه على الفقيه نصر فقال : هذا تصديق ما قلت لك إنّ ظاهرهم حسن وباطنهم خبيث.