responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 54  صفحه : 351

ابن علي ، فلمّا قضينا نسكنا رجعنا إلى المدينة فمكث ثلاثة أشهر ثم توفي.

قال : وأنبأنا ابن سعد [١] ، أنبأنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن صالح ابن كيسان ، عن الحسن بن محمّد بن علي قال : لم يبايع أبي الحجّاج لمّا قتل ابن الزبير بعث الحجاج إليه فجاء ، فقال : قد قتل الله عدو الله ، فقال ابن الحنفيّة : إذا بايع الناس بايعت ، قال : والله لأقتلنك ، قال : أولا تدري ، قال : والله لأقتلنك ، قال : أولا تدري [٢] إنّ لله في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة ، في كلّ لحظة ثلاثمائة وستون قضية ، فلعله أن يكفيناك في قضية من قضاياه.

قال : فكتب بذلك الحجّاج إلى عبد الملك ، فأتاه كتابه ، فأعجبه ، وكتب به إلى صاحب الروم ، وذلك أن صاحب الروم كتب إليه يتهدده أنه قد جمع إليه جموعا كثيرة ، فكتب عبد الملك بذلك الكلام إلى صاحب الروم ، وكتب : قد عرفنا أن محمّدا ليس عنده خلاف وهو يأتيك ويبايعك ، فارفق به ، فلما اجتمع الناس على عبد الملك ، وبايع ابن عمر قال ابن عمر لابن الحنفيّة : ما بقي شيء فبايع. فكتب ابن الحنفيّة إلى عبد الملك : بسم الله الرّحمن الرحيم ، لعبد الملك أمير المؤمنين من محمّد بن علي ، أمّا بعد ، فإنّي لما رأيت الأمة قد اختلفت اعتزلتهم ، فلمّا أفضى هذا الأمر إليك ، وبايعك الناس كنت كرجل منهم أدخل في صالح ما دخلوا فيه ، فقد بايعناك وبايعت الحجّاج لك ، وبعثت إليك ببيعتي ، ورأيت الناس قد اجتمعوا عليك ، ونحن نحب أن تؤمننا وتعطينا ميثاقنا على الوفاء ، فإن الغدر لا خير فيه ، فإن أبيت فأرض الله واسعة ، فلمّا قرأ عبد الملك الكتاب قال قبيصة بن ذؤيب [وروح][٣] بن زنباع ما لك عليه سبيل ، ولو أراد فتقا لقدر عليه ، ولقد سلّم وبايع فنرى أن نكتب إليه بالعهد والميثاق بالأمان له ولأصحابه ، ففعل ، فكتب إليه عبد الملك : إنك عندنا محمود ، أنت أحبّ إلينا ، وأقرب بنا رحما من ابن الزبير ، فلك العهد والميثاق ، وذمة الله ، وذمة رسوله أن لا تهاج ولا أحد من أصحابك بشيء تكرهه ، ارجع إلى بلدك ، واذهب حيث شئت ، ولست أدع صلتك [٤] وعونك ما حييت ، وكتب إلى الحجّاج يأمره بحسن جواره وإكرامه ، فرجع ابن الحنفيّة إلى المدينة.


[١] طبقات ابن سعد ٥ / ١١٠ ـ ١١١.

[٢] كذا كررت الجملة بالأصل ود ، و «ز» ، ولم تكرر عند ابن سعد.

[٣] زيادة عن د ، و «ز» ، وابن سعد للإيضاح.

[٤] بالأصل : «صلاتك» والمثبت عن د ، و «ز» ، وابن سعد.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 54  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست