أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الموصلي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المظفّر السامي ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الخلّال ، ثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع ، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلّابي ، ثنا شعيب بن واقد ، ثنا سعيد بن محمّد الجهني ، عن أبي الزبير قال : كنا عند جابر بن عبد الله فدخل عليه عليّ بن الحسين ومعه ابنه ، فقال [جابر][٢] من هذا يا بن رسول الله 6؟ قال : ابني محمّد ، فضمّه جابر إليه وبكى ، ثم قال : اقترب أجلي يا محمّد ، رسول الله 6 يقرئك السلام ، فسئل وما ذاك؟ قال : سمعت رسول الله 6 يقول للحسين بن علي : «إنه يولد لابني هذا ابن يقال له عليّ بن الحسين ، وهو سيّد العابدين ، إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : ليقم سيّد العابدين ، فيقوم عليّ بن الحسين ، ويولد لعلي بن الحسين ابن يقال له : محمّد ، إذا رأيته يا جابر فاقرئه مني السلام ، يا جابر ، اعلم أن المهدي من ولده ، واعلم يا جابر أن بقاءك بعده قليل»[١١٤٩٨].
قرأت بخط أبي الحسين رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم عليّ بن إبراهيم ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أحمد الفرضي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا الغلّابي ، حدّثنا إبراهيم [بن] بشار ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي الزبير قال : كنا عند جابر بن عبد الله وقد كفّ بصره وعلت سنة ، فدخل عليه عليّ بن الحسين ومعه ابنه محمّد ، وهو صبي صغير ، فسلّم على جابر وجلس ، فقال لابنه محمّد : قم إلى عمك فسلّم عليه وقبّل رأسه ، ففعل الصّبيّ ذلك ، فقال جابر : من هذا؟ فقال : محمّد ابني ، فضمّه إليه وبكى وقال : يا محمّد ، إن رسول الله 6 يقرأ عليك السلام ، فقال له صحبه ، وما ذاك أصلحك الله؟ فقال : كنت عند رسول الله 6 فدخل عليه الحسين بن علي فضمّه إليه وقبّله وأقعده إلى جنبه ، ثم قال : «يولد لابني هذا ابن يقال [٣] له علي ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد [٤] من بطنان العرش : ليقم سيّد العابدين ، فيقوم هو ، ويولد له محمّد إذا رأيته يا جابر فاقرأ 7 منّي ، واعلم أن بقاءك بعد ذلك اليوم قليل»[١١٤٩٩] ، فما لبث جابر بعد ذلك اليوم إلّا بضعة [٥] عشر يوما حتى توفي.