نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 54 صفحه : 134
روى عنه : يحيى بن السّري الكاتب.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، قال : قال لنا أبو بكر الخطيب [١] : محمّد بن عبد الملك ابن أبان بن أبي حمزة أبو جعفر المعروف بابن الزيّات ، كان قد اتصل بأمير المؤمنين المعتصم بالله وخصّ به ، فرفع من قدره ووسمه بالوزارة ، وكذلك الواثق بالله استوزره ، وكان ابن الزيّات أديبا فاضلا بليغا [٢] عالما بالنحو واللغة.
ذكر ميمون بن هارون الكاتب أنّ أبا عثمان المازني لمّا قدم بغداد في أيام المعتصم كان أصحابه وجلساؤه يخوضون بين يديه في علم النحو ، فإذا اختلفوا فيما يقع فيه شك يقول لهم المازني : ابعثوا إلى هذا الفتى الكاتب ـ يعني : محمّد بن عبد الملك ـ فاسألوه واعرفوا جوابه ، فيفعلون ، فيصدر الجواب من قبله بالصواب الذي يرتضيه المازني ويقفهم عليه. وقد ذكره دعبل [٣] بن علي في كتاب طبقات الشعراء ، وأورد له شعرا يرثي به أبا تمام الطائي.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر علي [٤] بن هبة الله قال : أمّا زيّات فأوّله زاي مفتوحة بعدها ياء مشدّدة معجمة باثنتين من تحتها وآخره تاء معجمة باثنتين من فوقها ، محمّد بن عبد الملك الزيّات وزير المعتصم والواثق والمتوكل ، شاعر ، فاضل ، حسن الترسل ، ذكرناه في كتاب الوزراء.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب [٥] ، أخبرني محمّد بن علي الصّوري ، أنبأنا الحسن بن حامد الأديب ، حدّثني عليّ بن محمّد بن سعيد الموصلي قال : قرئ على الحسن بن عليل وأنا أسمع : حدّثكم مسعود بن بشر المازني ، نا يانس بن عبد الله الخادم قال : سأل محمّد بن عبد الملك الزيّات أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي عرض رقعة على الحسن بن سهل فعرضها عليه فقال له الحسن : نحن في شغل عن هذا ، فقال له أبو دلف : مثلك أطال الله بقاءك لا يشتغل عن محمّد بن عبد الملك. فقال لخازنه : احمل مع أبي دلف إليه عشرين ألف درهم ، قال : فلمّا وصلت إلى محمّد كتب إليه بهذين البيتين :