responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 52  صفحه : 203

أما الهجاء فدق عرضك دونه

والمدح عنك كما علمت جليل

فاذهب فأنت طليق عرضك إنه

عرض عززت به وأنت ذليل

قرأت بخط أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد مما نقله من كتاب أبي محمّد الفرغاني [١] وقد لقي من حدّثه عنه ، حدّثني أبو بكر الدّينوري قال :

لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الاثنين الذي توفي في آخره ، طلب ماء ليجدد طهارة لصلاة الظهر ، فقيل له : تؤخر الظهر لتجمع بينها وبين العصر ، فأبى وصلّى الظهر مفردة ، والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها. وحضر وقت موته جماعة من أصحابه منهم : أبو بكر بن [٢] كامل فقيل له قبل خروج روحه : يا أبا جعفر أنت الحجّة فيما بيننا وبين الله عزوجل فيما ندين به ، فهل من شيء توصينا به من أمر ديننا ، وبيّنة لنا نرجو به [٣] السلامة في معادنا؟ فقال : الذي أدين الله به أوصيكم هو ما بيّنت [٤] في كتبي فاعملوا به وعليه ، وكلاما [٥] هذا معناه وأكثر التشهّد وذكر الله جلّ وعزّ ، ومسح يده على وجهه ، وغمّض بصره بيده وبسطها ، وقد فارقت روحه جسده ، وكان عالما زاهدا فاضلا ورعا ، وكان مولده بآمل سنة أربع وعشرين ومائتين ، ورحل منها لما ترعرع وحفظ القرآن ، وكتب الحديث لطلب العلم ، واشتغل به عن سائر أمور الدنيا ، وآثر دار البقاء على دار الفناء ، ورفض الأهل والأقرباء ، وكتب فأكثر ، وسافر فأبعد ، وسمح له أبوه في أسفاره ، وشكره على أفعاله ، وكان أبوه طول حياته يمدّه بالشيء بعد الشيء إلى البلدان التي يقصدها فيقتات به ، فسمعته يقول : أبطأت عني نفقة والدي ، واضطررت إلى أن فتقت كمي قميصي فبعتهما وأنفقته إلى أن لحقتني ، فاطلع الله على نيته ومقصده ، فأعانه بتوفيقه ، وأرشده إلى ما قصد له بتسديده.

فابتدأ بعد ما أحكم ما أمكنه إحكامه من علم القرآن ، والعربية ، والنحو ، ورواية شعر الجاهلية والإسلام ، ومسند حديث للنبي [٦] 6 من طرقه ، وما روي عن الصحابة والتابعين من علم الشريعة ، وعلم اختلاف علماء الأمصار وعللهم ، وكتب أصحاب الكلام وحججهم ،


[١] الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٧٦.

[٢] لفظة «بكر» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

[٣] كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي سير أعلام النبلاء : بها.

[٤] كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي سير أعلام النبلاء : ثبت.

[٥] بالأصل ، و «ز» ، ود : وكلام ، والمثبت عن سير أعلام النبلاء.

[٦] كذا بالأصل : «حديث للنبي» وفي «ز» : حديث رسول الله 6 وفي د : حديث النبي 6.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 52  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست