responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 5  صفحه : 62

فلم أطق الكلام ، وخرجت على وجهي ، وكان ذلك سبب [١] التيه والصلف الذي كان لي ، وتركت كلما أملكه وها أنا معكم.

فقال صاحب الاستخفاف بالنّاس : إني كنت حاجبا لشداد والي الجسرين ، وكان إذا أراد أن يأكل أمرني بأخذ بابه ، وأن لا يدخل إليه أحد. فلم أشعر يوما إلّا قد جاءني رجل يريد أن يدخل إليه ، فمنعته استخفافا به ، ولما دخل تقدّم إليّ صاحبي [٢] فقال : يا هذا أنا أبو العالية وصاحبك تقدّم إليّ أن أجيئه في هذا الوقت. فرددته ، فقال : ما أبرح ، فحملني استخفافي به أن ضربته بعصا كانت في يدي ، فولّى عني وأنشأ يقول :

مدحت شدّادا فقال : ائتني

بالله في المنزل يا راويه

فجئت أسعى وإذا به قد

شد [٣] والحاجب في زاويه

فقال : من أنت الذي جئته

وقت الغدا؟ قلت : أبو العاليه

فقام يجري [٤] بعصا ضخمة

وكاد أن يكسر أضلاعيه

فطرت مرعوبا وناديته

أمّ الذي يحجبه زانيه

فسمع غلمانه وردّوا عليه ، فأمر بضرب عنقي ، فخرجت مرعوبا وتركت كلما أملكه ، وكان ذلك بسبب [٥] استخفافي بالرّجل وعجبي بنفسي وها أنا معكم. ولو كنت رفقت لم يصبني هذا ، وكل ما نحن فيه بقضاء الله عزوجل.

فقدم القوم وصاروا إلى البصرة وتفرقوا وأغناهم الله عزوجل.

٣٢ ـ أحمد بن علي بن عبيد الله بن علي

أبو نصر السّلمي الدّينوري الصّوفي المقرئ

سمع بدمشق ، أبا محمّد بن أبي نصر ، وأبا الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المدني ، وبغيرها أبا الحسن علي بن محمّد بن عبد الله بن بندار القزويني ، وأبا عبد الله


[١] في المختصر : وكان سبب ذلك التيه.

[٢] كذا بالأصل والمختصر ، وفي المطبوعة : «صاح بي» بدل «صاحبي».

[٣] في المختصر : «وإذا بابه قد سدّ».

[٤] المختصر : نحوي.

[٥] بالأصل وم والمختصر : «سبب» ولعل الصواب ما أثبت.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 5  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست