responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 5  صفحه : 465

أبصرت أشجارا على نهر

فذكرت أنهارا وأشجارا

لله أيّام نعمت بها

بالقفص [١] أحيانا وفي بارا

إذ لا أزال أزور غانية

ألهو بها وأزور خمّارا

لا أستجيب لمن دعا لهدى

وأجيب شطّارا ودعّارا

أعصي النصيح وكلّ عاذلة

وأطيع أوتارا ومزمارا

فغضب المأمون وقال : أنا في وجه عدوّ ، وأحضّ الناس على الغزو ، وأنت تذكّرهم نزهة بغداد؟ فقلت : الشيء بتمامه ، ثم قلت :

فصحوت بالمأمون من [٢] سكري

ورأيت خير الأمر ما اختارا

ورأيت طاعته مؤدية

للفرض إعلانا وإسرارا

فخلعت ثوب الهزل من [٢] عنقي

ورضيت دار الخلد [٣] لي دارا

وظللت معتصما بطاعته

وجواره وكفى به جارا

إن حلّ أرضا فهي لي وطن

وأسير عنها حيث ما سارا

فقال له يحيى بن أكثم : ما أحسن ما قال يا أمير المؤمنين! أخبر أنه كان في سكر وخسار ، فترك ذلك وارعوى ، وآثر طاعة خليفته ، وعلم أن الرشد فيها ، فسكن وأمسك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن خيرون قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب [٤] : أحمد بن محمّد بن أبي محمّد يحيى بن المبارك ، أبو جعفر اليزيدي. سمع جده يحيى بن المبارك ، وأبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري. روى عنه أخوه عبيد الله وابن أخيه محمّد بن العباس بن محمّد اليزيدي ، وعون بن محمّد الكندي. وكان أديبا عالما بالنحو شاعرا ، مدح المأمون والمعتصم وغيرهما. ومات قبل سنة ستين ومائتين [٦] بمدة [٧] طويلة.


[١] القفص : بالضم ثم السكون قرية مشهورة بين بغداد وعكبرا قريب من بغداد.

[٢] الأغاني : عن.

[٣] الأغاني : الجدّ.

[٤] تاريخ بغداد ٥ / ١١٧.

[٥] عن تاريخ بغداد وبالأصل : ومائة.

[٦] عن تاريخ بغداد ، وبالأصل «مدة».

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 5  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست