نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 5 صفحه : 38
عبد السلام المقدسي : كنت نائما في منزل الشيخ أبي الحسن بن الزعفراني ، ببغداذ ، ليلة الأحد ، الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة ، فرأيت في المنام ـ عند السحر ـ كأنّا اجتمعنا عند الشيخ الإمام أبي بكر الخطيب في منزله ـ بباب المراتب ـ لقراءة التاريخ على العادة ، فكأن الشيخ الإمام أبو بكر جالس [١] ، والشيخ الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم عن يمينه ، وعن يمين الفقيه نصر رجل جالس لم أعرفه ، فسألت عنه ، فقلت : من هذا الرجل الذي لم تجر عادته بالحضور معنا؟ فقيل لي : هذا رسول الله 6 جاء ليسمع التاريخ ، فقلت في نفسي : هذه جلالة الشيخ أبي بكر ، إذ يحضر النبي 6 مجلسه ، وقلت في نفسي : وهذا أيضا رد لقول من يعيب التاريخ ، ويذكر أن فيه تحاملا على أقوام ، وشغلني التفكير في هذا عن النهوض إلى رسول الله 6 وسؤاله عن أشياء كنت قد قلت في نفسي أسأله عنها ، فانتبهت في الحال ولم أكلمه.
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، حدثني أبو القاسم مكي بن عبد السلام المقدسي ـ بدمشق ـ قال : مرض الشيخ أبو بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت ـ ; ـ ببغداذ في النصف من شهر رمضان ، إلى أن اشتد به الحال غرّة ذي الحجة وآيسنا [٢] منه ، وأوصى إلى أبي الفضل بن خيرون ، ووقف كتبه على يده ، وفرق جميع ماله في وجوه البرّ ، وعلى أهل العلم والحديث ، وتوفي ; يوم الاثنين ، رابع ساعة ، السابع من ذي الحجة ، وأخرج الغد يوم الثلاثاء طلوع الشمس ، وعبروا به من الجانب الشرقي ، على الجسر ، إلى الجانب الغربي ، إلى مسجد معروف إلى نهر طابق [٣] ، وحضر عليه خلق كثير من أماثل الناس : النقباء والأشراف والقضاة والشهود والفقهاء وأهل العلم ، والصوفية ، والمستورين ، والعامة ، وتقدم الشريف القاضي أبو الحسين بن المهتدي بالله وكبّر عليه أربعا ، وحمل إلى باب حرب فصلى عليه ثانيا أبو سعد بن أبي عمامة بأهل النصرية [٤] والحربية [٥] ، ودفن إلى جانب قبر بشر بن الحارث الحافي