نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 48 صفحه : 451
أبو بكر أحمد [١] بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي ، حدّثني عبد الله بن أحمد بن عيسى المقرئ المعروف بالقسطاطي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن سهل قال :
قدم علينا سعد بن زنبور فأتيناه ، فحدّثنا فقال : كنا على باب الفضيل بن عياض فاستأذنا عليه ، فلم يؤذن لنا ، قال : فقيل لنا : إنّه لا يخرج إليكم أو يسمع القرآن ، قال : وكان معنا رجل مؤدب وكان صيتا قال : فقلنا له : اقرأ ، قال : فقرأ : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ)[٢] ورفع بها صوته ، قال : فأشرف علينا الفضيل وقد بكى حتى بلّ لحيته بالدموع ، ومعه خرقة ينشف بها الدموع من عينيه وأنشأ يقول :
بلغت الثمانين أو جزتها
فما ذا أؤمّل أو أنتظر
أتى لي ثمانون من مولدي
فبعد الثمانين ما ينتظر
علتني السنون فأبلينني
........
قال : ثم خنقته العبرة قال : وكان معنا علي بن خشرم فأتمّه لنا فقال :
علتني السّنون فأبلينني
فدقّت عظامي وكلّ البصر
قال : ثم قال القاضي [٣] : ولدت في سنة ستين ومائة ، وأنشدنا :
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد بن عبد القوي ، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي قال : أنشدنا أبو محمّد عبد الله بن عمر بن عبد ربه الأندلسي ، أنشدني محمّد بن أحمد الأندلسي للفضيل بن عياض :
إنّا لنفرح بالأيّام ندفعها
وكلّ يوم مضى نقص من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا
فإنّما الربح والخسران في العمل
كتب إليّ أبو سعيد محمّد بن محمّد المطرّز ، وأبو علي الحدّاد ، وأبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله.
[١] بالأصل : «محمد» تصحيف ، والصواب ما أثبت «أحمد» ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٤٤ وتاريخ بغداد ٤ / ٣٥٨.