نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 48 صفحه : 338
لقد انخدعت لكم في مالي ، وذلّلت لكم في عرضي ، أرى انخداعي تكرّما ، وذلّي حلما ، ولو وليتمونا رضينا منكم بالإنصاف ، ثم لا نسألكم [أموالكم][١] لعلمنا بحالنا وحالكم ، ويكون أبغض الأمور إلينا أحبها إليكم ، لأنّ أبغضها إلينا أحبها إليكم ، قل يا بن عبّاس ، فقال ابن عبّاس : ولو ولينا منكم مثل الذي وليتم منا أ(اخترنا المواساة ثم لم يعش الحيّ بشتم الميت ، ولم ينبش الميت بعداوة [٢] الحيّ ، ولأعطينا كلّ ذي حقّ حقه ، فأما إعطاؤكم الرجل منا ألف ألف فلستم بأجود منا أكفا ، ولا أسخى منا أنفسا ، ولا أصون لأعراض المروءة وأهداف الكرم ، ونحن والله أعطى في الحق منكم على الباطل ، وأعطى على التقوى منكم على الهوى ، فأما رضاكم منا بالكفاف فلو رضيتم به منا لم نرض لأنفسنا بذلك ، والكفاف رضى من لا حقّ له ، فلو رضيتم به منا اليوم ما قتلتمونا عليه أمس ، فلا تستعجلونا حتى تسألونا ، ولا تلفظونا حى تذوقونا ، فقال الفضل بن عبّاس بن عتبة بن أبي لهب :