نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 47 صفحه : 204
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني ، نا أحمد بن رشدين [١] المصري ، نا موسى بن ناصح ، نا العلاء بن برد بن سنان ، عن أبيه ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله 6 قال : «من جاء منكم الجمعة فليغتسل»[١٠١٩١].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد.
وأخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن مسلم ، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن بندار ، قالا : أنا أبو الحسن بن موسى بن الحسين بن السمسار ، أنا المظفّر بن حاجب بن أركين ، نا محمّد بن يزيد بن عبد الصمد ، نا إبراهيم بن سيّار ، حدّثني علاء [٢] بن برد بن سنان عن علي بن عربة [٣] ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس قال :
مررت بالنبي 6 وقد انصرف من صلاة الظهر ، وعليّ [٤] ثياب بياض ، وهو يناجي دحية الكلبي فيما ظننت ، وكان جبريل 7 ، ولا أدري ، فقال جبريل للنبي 6 : يا رسول الله ، هذا ابن عباس أما [٥] إنه لو سلّم علينا رددنا عليه ، أما [٦] إنه شديد وضح الثياب ، وليلبسنّ ذرّيته من بعده السواد ، فلما عرج جبريل وانصرف النبي 6 قال : «ما منعك أن تسلّم إذ مررت آنفا؟» قال : قلت : يا رسول الله مررت بك ، وأنت تناجي دحية الكلبي ، فكرهت أن أقطع نجواكما بردكما علي السلام ، قال : «لقد أتيت النظر ذلك جبريل وليس أحد رآه غيري إلّا ذهب بصره ، وبصرك ذاهب ، وهو مردود عليك يوم وفاتك».
قال : فلما مات ابن عباس وأدرج في أكفانه انقضّ طائر أبيض ، فأتى بين أكفانه ، وطلب فلم يوجد ؛ فقال عكرمة مولى ابن عباس : أحمقى أنتم ، هذا بصره الذي وعده رسول الله 6 أن يردّ عليه يوم وفاته ، فلمّا أتوا به القبر ووضع في لحده تلقّي بكلمة سمعها من كان على شفير القبر :
[١] الأصل وم و «ز» : «رشد بن» تصحيف ، والتصويب عن المعجم الصغير ١ / ٢٢.