نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 46 صفحه : 60
يوفّر عليكم غنائمكم ، وأن يقسم فيكم [فيئكم][١] ثم أقبل على معاوية ، فقال : كذاك؟ قال : نعم ، ثم هبط من المنبر ، وهو يقول ويشير بإصبعه إلى معاوية : (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ)[٢] ، فاشتد ذلك على معاوية ، فقالا : لو دعوته فاستنقطته ، فقال : مهلا ، فأبوا فدعوه ، فأجابهم ، فأقبل عليه عمرو بن العاص فقال له الحسن : أما أنت ، فقد اختلف فيك رجلان ، رجل من قريش وجزار أهل المدينة فادعياك فلا أدري أيهما أبوك ، وأقبل عليه أبو الأعور السلمي ، فقال له الحسن : ألم يلعن رسول الله 6 رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان ، ثم أقبل معاوية يعين القوم ، فقال له الحسن : أما علمت أن رسول الله 6 لعن قائد الأحزاب ، وسائقهم وكان أحدهما أبو سفيان ، والآخر أبو الأعور السلمي.
وهذا كان قبل إسلامهما ، والإسلام يجبّ ما كان قبله.
أخبرنا[٣] أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، نا أبو طاهر الثقفي ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، نا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي ، نا إبراهيم بن سعد ، عن عبيدة بن أبي رائطة ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن ، عن عبد الله بن معقل قال :
قال رسول الله 6 : «الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم عرضا بعدي ، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، من آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه الله»[٩٩٧٤].