نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 46 صفحه : 38
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد [١] ، حدّثني أبي ، نا يعقوب ، نا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدّثني سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي شريح الخزاعي قال :
لما بعث عمرو بن سعيد إلى مكة بعثه يغزو ابن الزبير ، أتاه أبو شريح ، فكلّمه وأخبره بما سمع من رسول الله 6 ، ثم خرج إلى نادي قومه ، فجلس فيه ، فقمت إليه ، فجلست معه ، فحدّث قومه كما حدّث عمرو بن سعيد ما سمع من رسول الله 6 ، وعما قال له عمرو بن سعيد. قال : قلت : يا هذا ، إنّا كنا مع رسول الله 6 حين افتتح مكة ، فلمّا كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة على رجل من هذيل ، فقتلوه وهو مشرك فقام رسول الله 6 فينا خطيبا ، فقال : «أيها الناس [٢] ، إن الله حرّم مكّة يوم خلق السموات والأرض ، فهي حرام من حرام الله إلى يوم القيامة ، لا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما ، ولا يعضد بها شجرا ، لم تحلل لأحد كان قبلي ، ولا تحلّ لأحد يكون بعدي ، ولم تحلل لي إلّا هذه الساعة غضبا على أهلها ، ألا ثم قد رجعت كحرمتها بالأمس ، ألا فليبلّغ الشاهد منكم الغائب ، فمن قال لكم إنّ رسول الله 6 قد قاتل بها فقولوا : إنّ الله أحلّها لرسوله ولم يحللها لكم ، يا معشر خزاعة ، ارفعوا أيديكم عن القتل ، فقد كثر أن يقع ، لقد قتلتم قتيلا لآدينّه فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين إن شاءوا فدم قاتله ، وإن شاءوا فعقله» ، ثم ودّى رسول الله 6 الرجل الذي قتلته خزاعة. فقال عمرو بن سعيد لأبي شريح : انصرف أيها الشيخ ، فنحن أعلم بحرمتها منك ، إنّها لا تمنع سافك دم ، ولا خالع طاعة ، ولا مانع جزية ، قال : فقلت : قد كنت شاهدا ، وقد كنت غائبا ، فقد بلّغت ، وقد أمرنا رسول الله 6 أن يبلّغ شاهدنا غائبنا ، فقد بلّغتك ، فأنت وشأنك [٩٩٦٥].
أخبرنا[٣] أبو طالب [٤] بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن الخلعي ، قال : أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد ، نا علي بن داود ، نا عبد الله بن صالح ، نا الليث بن سعد ، حدّثني جرير بن حازم ، عن حمّاد بن موسى رجل من أهل المدينة أن عثمان بن البهي بن أبي رافع حدّثه هذا الحديث فقال :
[١] مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٥١٥ ـ ٥١٦ رقم ١٦٣٧٧ طبعة دار الفكر.