نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 45 صفحه : 52
عمر بن سعد فليعرض على حسين وأصحابه النزول على حكمي ، فإن فعلوا فليبعث بهم إليّ سلما ، وإن هم أبوا النزول على حكمي فليقاتلهم ـ يعني ـ فإن فعل ذلك فاسمع له وأطع ، وإن هو أبى أن يقاتلهم [١] فأنت أمير الناس [٢] ، وثب عليه فاضرب عنقه وابعث [إليّ][٣] برأسه.
قال أبو مخنف [٤] : عن الحارث بن حصيرة عن عبد الله بن شريك العامري ، قال :
فأقبل شمر بن ذي الجوشن بكتاب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد فلما قدم به عليه فقرأه قال له عمر : ما لك ويلك ، لا قرّب الله دارك ، قبّح الله ما قدمت به عليّ ، والله إنّي لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كتبت به إليه ، أفسدت علينا أمرا قد كنا رجونا أن يصلح ، لا يستسلم والله حسين ، إن نفس أبيه لبين جنبيه [٥] ، فقال شمر : أخبرني ما أنت صانع؟ أتمضي لأمر أميرك وتقاتل عدوه وإلّا فخلّ بيني وبين الجند والعسكر ، قال : لا ولا كرامة لك ، ولكن أنا أتولى ذلك ، قال : فدونك وكن أنت على الرجال ، قال : فنهض إليه عشية الخميس لسبع مضين من المحرّم وذكره.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة ، حدّثني من سمع جريرا عن مغيرة قال : قال قطن :
بعثت مع شبث إلى الحسين في اثني عشر ألفا في طريق جعان وبعث عمر بن سعد في طريق الفرات ، فجعل شبث يقول : اللهم لا تلقاه ، فعوفي ، وابتلي به الآخر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، حدّثني علي بن مسلم [٦] بن سعيد الطوسي ، نا نوح بن يزيد ، نا إبراهيم بن سعد ، أخبرني محمّد بن مسور ، عن يزيد بن إبراهيم.
أنه كان عند عمر بن سعد ، وأنّ عمر لقي الحسين بن علي ، فقال له : يا ابن عمّ ، اختر
[١] كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الطبري : وإن هو أبى فقاتلهم.