نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 45 صفحه : 50
من أهل الكوفة يسير بهم إلى دستبى [١] وكانت الديلم قد خرجوا إليها وغلبوا عليها ، فكتب ابن زياد عهده على الري ، فأمره بالخروج.
فخرج فعسكر بالناس بحمّام أعين [٢] ، فلمّا كان من أمر الحسين ما كان ، وأقبل إلى الكوفة ، دعا ابن زياد عمر بن سعد فقال له : سر إلى الحسين ، فإذا فرغنا مما بيننا وبينه سرت إلى عملك ، فقال له عمر بن سعد : إن رأيت أن تعفيني فافعل ، فقال عبيد الله : نعم ، على أن تردّ علينا عهدنا.
قال : فلمّا قال له ذلك قال له عمر بن سعد : أمهلني اليوم أنظر ، قال : فانصرف عمر ، فجعل يستشير نصحاءه [٣] ، فلم يكن يستشير [٤] أحدا إلّا نهاه ، قال : وجاءه حمزة بن المغيرة بن شعبة ـ وهو ابن أخته ـ فقال : أنشدك الله يا خال أن تسير إلى الحسين فتأثم بربك ، وتقطع رحمك ، فو الله لأن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلها لو كان ، خير لك من أن تلقى [٥] الله بدم الحسين ، فقال عمر بن سعد : فإنّي أفعل إن شاء الله قال هشام [٦] : حدثني عوانة بن الحكم ، عن عمار بن عبد الله سنان [٧] الجهني ، عن أبيه قال :
دخلت على عمر بن سعد ، وقد أمر بالمسير إلى الحسين ، [فقال لي : إن الأمير أمرني بالمسير إلى الحسين][٨] فأبيت ذلك عليه ، قال : فقلت له : أصاب الله بك ، أرشدك الله ، أجل فلا تفعل ولا تسر إليه.
قال : فخرجت من عنده ، فأتاني آت فقال : هذا عمر بن سعد يندب الناس إلى الحسين ، قال : فأتيته فإذا هو جالس ، فلما رآني أعرض بوجهه.
فعرفت أنه قد عزم على المسير إليه ، فخرجت من عنده ؛ قال : فأقبل عمر بن سعد إلى ابن زياد ، فقال : أصلحك الله! إنك وليتني هذا العمل ، وكتبت لي العهد ، وسمع به الناس ،
[١] دستبى : بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح التاء المثناة من فوق والباء الموحدة المقصورة كورة كبيرة كانت مقسومة بين الري وهمذان (معجم البلدان).
[٢] حمام أعين بالكوفة نسب إلى أعين مولى سعد بن أبي وقاص (راجع معجم البلدان.