responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 45  صفحه : 427

فحبس عند أسيد ، ثم دعا به من الغد فقال : «قد أمنتك فاذهب حيث شئت [أو][١] خير لك من ذلك»؟ قال : وما هو؟ فقال : «أن تشهد أن لا إله إلّا الله ، وأني رسول الله» قال : فأنا أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنك أنت رسول الله ، والله يا محمّد ما كنت أفرق فما هو إلّا أن رأيتك فذهب عقلي ، وضعفت نفسي ، ثم اطلعت على ما هممت به مما سبقت به الركبان ، ولم يعلمه أحد ، فعرفت أنك ممنوع ، وأنك على حقّ ، وأن حزب أبي سفيان حزب الشيطان ، فجعل النبي 6 يتبسم ، وأقام وأقام أياما ثم استأذن النبي 6 فخرج من عنده ، ولم يسمع له بذكر.

وقال رسول الله 6 لعمرو بن أميّة الضمري ولسلمة بن أسلم بن حريش : «اخرجا حتى تأتيا أبا سفيان بن حرب ، فإن أصبتما منه غرة فاقتلاه» ، قال عمرو : فخرجت أنا وصاحبي حتى أتينا بطن يأجج فقيّدنا بعيرنا ، فقال لي صاحبي : يا عمرو ، هل لك في أن تأتي [٢] مكة فتطوف بالبيت سبعا [٣] وتصلي ركعتين ، فقلت : إنّي أعرف بمكة من الفرس الأبلق ، وإنهم إن رأوني عرفوني ، وأنا أعرف بأهل مكة إنهم إذا أمسوا تضجعوا بأفنيتهم ، فأبي أن يطيعني فأتينا مكة ، فطفنا سبعا [٤] وصلينا ركعتين فلما خرجت لقيني معاوية بن أبي سفيان فعرفني ، وقال : عمرو بن أميّة؟ فأخبر أباه فنذر بنا أهل مكة فقالوا : ما جاء عمرو في خير ، وكان عمرو رجلا فاتكا في الجاهلية فحشد أهل مكة وتجمعوا وهرب عمرو وسلمة ، وخرجوا في طلبهما وأسندا [٥] في الجبل. قال عمرو : فدخلت غارا فتغيبت عنهم حتى أصبحت ، وباتوا يطلبون في الجبل ، وعمى الله عليهم طريق المدينة أن يهتدوا لراحلتنا ، فلما كان الغد ضحوة أقبل عبيد الله [٦] بن مالك بن عبيد الله التيمي يختلي لفرسه حشيشا فقلت لسلمة : إن أبصرنا أشعر بنا أهل مكة ، وقد أقصروا عنا ، فلم يزل يدنو من باب الغار حتى أشرف علينا ، فخرجت إليه فطعنته طعنة تحت الثدي بخنجري وسقط فصاح ، فأسمع أهل مكة ، فأقبلوا بعد تفرقهم ودخلت الغار وقلت لصاحبي : لا تحرك ، فأقبلوا حتى أتوا عبيد الله [٧] بن مالك فقالوا : من قتلك؟ قال : عمرو بن أميّة قال أبو سفيان : قد علمنا أنه لم


[١] زيادة عن الدلائل ، ومكان اللفظة في م و «ز» : «و».

[٢] كذا بالأصل وفي و «ز» والدلائل : نأتي .. فنطوف .. ونصلي.

[٣] بالأصل : اسبوعا.

[٤] بالأصل : اسبوعا.

[٥] كذا بالأصل وم ، و «ز» ، وفي الدلائل : واشتدوا.

[٦] في الدلائل : عثمان.

[٧] في الدلائل : عثمان.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 45  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست