نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 44 صفحه : 251
سعيد بن عامر ، عن صالح ـ يعني ابن رستم ـ عن ابن أبي مليكة ، عن أم المؤمنين عائشة قالت :
لما ثقل أبي دخل عليه فلان وفلان ، فقالوا : يا خليفة رسول الله ما تقول لربك إذا قدمت عليه غدا وقد استخلفت علينا عمر بن الخطّاب؟ قال : بالله ترهبوني ، أجلسوني ، قالت [١] : فأجلسناه ، فقال : بالله ترهبوني؟ استخلفت عليهم خيرهم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر حيّوية ، نا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد [٢] ، أنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم [٣] ، أنا عبيد الله بن أبي زياد ، عن يوسف بن ماهك [٤] ، عن عائشة قالت :
لما حضرت أبا بكر الوفاة استخلف عمر ، فدخل عليه عليّ وطلحة ، فقالا : من استخلفت؟ قال : عمر ، قالا : فما ذا أنت قائل لربك؟ قال : بالله تعرّفاني [٥]؟ لأنا أعلم بالله وبعمر منكما ، أقول : استخلفت عليهم خير أهلك.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا الأمير أبو أحمد خلف بن أحمد ، أنا أبو محمّد الفاكهي ـ بمكة ـ نا أبو يحيى بن أبي مسرّة [٦] قال : سمعت يوسف بن محمّد يقول :
بلغني أن أبا بكر الصّدّيق أوصى في مرضه ، فقال لعثمان : اكتب : بسم الله الرّحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وأوّل عهده بالآخرة داخلا فيها ، حين يصدق [٧] الكاذب ، ويؤدي [٨] الخائن ، ويؤمن الكافر ، إني استخلفت بعدي عمر بن الخطّاب ، فإن عدل فذلك ظني به ورجائي فيه ، وإن بدّل وجار فلا أعلم الغيب ، ولكلّ امرئ ما اكتسب ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)[٩] أخبرنا
[١] من قوله : لما ثقل .. إلى هنا استدرك على هامش «ز» ، وكتب بعدها : صح.
[٦] بالأصل وم و «ز» : ميسرة ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، وهو عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة ، أبو يحيى المكي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٦٣٢ والجرح والتعديل ٥ / ٦.