قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن [٢] زبر ... [٣] أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير الطبري [٤] قال :
قال عمر بن شبّة : حدّثني عمر [٥] بن حفص الدمشقي مولى قريش قال : لما ظهر محمّد شاور أبو جعفر شيخا من أهل الشام ذا رأي فقال : وجه إلى البصرة أربعة آلاف من جند أهل الشام ، فلها عنه وقال : خرف الشيخ ، ثم أرسل إليه ، فقال : قد ظهر إبراهيم بالبصرة ، قال : فوجّه إليه جندا من أهل الشام ، قال : ويحك ومن لي بهم؟ قال : اكتب إلى عاملك عليها يحمل إليك في كل يوم عشرة على البريد ، قال : فكتب بذلك أبو جعفر إلى الشام. قال عمر بن حفص : فإنّي لأذكر أبي يعطي الجند حينئذ ، وأنا أمسك المصباح وهو يعطيهم ليلا ، وأنا يومئذ غلام شاب.
هذا الشيخ الشامي هو جعفر بن حنظلة البهراني ، شامي ، وروي أن المنصور [٦] قال له : كيف خفت البصرة؟ قال : لأن محمّدا ظهر بالمدينة ، وليسوا بأهل حرب ، بحسبهم أن يقيموا شأن أنفسهم ، وأهل الكوفة تحت قدمك ، وأهل الشام أعداء آل أبي طالب ، فلم يبق إلّا البصرة.