نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 43 صفحه : 401
فقال له : عمّارا قم فأنت آمن ، قال : فرجع الرجل فأقام ، وصبّحهم خالد بن الوليد ، فوجد القوم قد نذروا وذهبوا فأخذ الرجل فقال له عمّار : إنه ليس لك على الرجل سبيل إنّي قد أمنته ، وقد أسلم قال : وما أنت وذاك؟ أتجير علي وأنا الأمير؟ قال : نعم أجير عليك وأنت الأمير ، إنّ الرجل قد أسلم ، ولو شاء لذهب كما ذهب قومه. قال : فتنازعا في ذلك حتى قدما المدينة فاجتمعا عند رسول الله 6 فذكر عمّار للنبي 6 الذي كان من أمر الرجل فأجاز أمان عمّار ، ونهى يومئذ أن يجير رجل على أمير فتنازع عمّار وخالد عند رسول الله 6 حتى تشاتما ، فقال خالد بن الوليد : أيشتمني هذا العبد عندك؟ أما والله لا [١] ولاك ما شتمني قال : فقال نبي الله 6 : «كفّ يا خالد عن عمّار ، فإنه من يبغض عمّارا يبغضه الله ، ومن يلعن عمّارا يلعنه الله» ، قال : وقام عمّار فانطلق فاتّبعه خالد ، فأخذ بثوبه فلم يزل يترضاه حتى رضي عنه قال : وفيه نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)[٢] يعني أمر السرايا (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) حتى يكون الرسول هو الذي يقضي فيه (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) حتى فرغ من الآية [٩٢٧٩].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا عبد العزيز بن أحمد لفظا ، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان التميمي قال : وأنا أبو القاسم علي بن محمّد السّلمي ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبيد الله القطان قالا : أنا يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، نا محمّد بن الخضر بن علي البراز [٣] ، نا عبيد بن جنّاد [٤] ، نا عطاء بن مسلم الخفّاف [٥] ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق عن أوس بن أوس قال :
كنت عند علي فسمعته يقول : سمعت رسول الله 6 يقول : «دم عمّار ولحمه حرام على النار أن [٦] تأكله أو تمسّه»[٩٢٨٠].