نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 43 صفحه : 223
ومكلف الأيام ضد طباعها
متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما
تبني الرجاء على شفير هار
والعيش نوم والمنية يقظة
والمرء بينهما خيال ساري
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت
منقادة بأزمّة المقدار
وهي طويلة عددها نيّف وثمانون بيتا.
وفي ابنه هذا أيضا يقول :
أبا الفضل طال الليل أم خانني صبري
فخيل لي أن الكواكب لا تسري
وعددها ثمانية وسبعون بيتا.
٥٠٧٧ ـ علي بن محمّد
أبو الحسن المؤذن
حكى عنه أبو الحسن علي بن محمّد الحنّائي.
قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي ، سمعت أبا الحسن علي بن محمّد المؤذن يقول :
كنت في مسجد باب الصغير أخدمه ، وكان الغرباء يبيتون فيه ، ويقولون : من عجائب الدنيا قيّم مسجد حسن الخلق ، وكان جماعة من العاميين يقولون : إذا رأيت من هؤلاء الغرباء إنسانا لا يتبذل فأعلمنا به ، وكنت إذا رأيت من نعى [١] يكون بهذه الصفة أعلمتهم ، فيدخلون عليه رفقا ، فجاء في بعض السنين رجل مستور لا يتبذل ، ولا يخرج من المسجد ، فأعلمتهم به ، فعرضوا عليه شيئا فأبى أن يقبله ، وسمعني في بعض الأيام أقول : كنت أشتهي أن أزور القدس لو أنّ لي من يحملني إلى الرملة ، فقال لي : أنا أحملك ، فلمّا صلينا العشاء الآخرة قال لي : أنت على النية؟ قلت : نعم ، قال : بسم الله ، فخرجت إلى السوق ، فأخذت سلجن [٢] وعنب سماقي وجبن سنيري [٣] ووصّيت بالمسجد ، وخرجت معه ، فأخذني نحو الوطاة [٤] وقال لي : طأ موضع
[١] كذا بدون إعجام بالأصل ، وسقطت اللفظة من المختصر.