نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 41 صفحه : 400
الحسن بن أبي بكر بن شاذان ، أنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، حدّثني جدي ـ وهو يحيى بن الحسن الحسني ـ حدّثني أبو علي حسين بن محمّد بن طالب ، حدّثني غير واحد من أهل الأدب أن علي بن الحسين حجّ فاستجهز الناس حماله وتشوّف وا له ، وجعلوا يقولون : من هذا؟ من هذا؟ فأنشأ الفرزدق يقول [١] :
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب بن البنّا ، قالا : أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا عبيد الله بن محمّد الفرضي إجازة [٥] ، حدّثنا عنه محمّد بن علي بن مخلد أن أبا بكر محمّد بن يحيى الصولي حدّثهم ، نا محمّد بن زكريا ، نا ابن عائشة عن أبيه قال :
حج هشام بن عبد الملك في خلافة الوليد ، فكان إذا أراد استلام الحجر زوحم عليه وحج علي بن الحسين ، وكان إذا دنا من الحجر تفرّق عنه الناس إجلالا له ، فوجم لذلك هشام وقال : من هذا؟ فما أعرفه ، وكان الفرزدق واقفا فأقبل على هشام فقال :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحلّ والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها :
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
[١] الأبيات من قصيدة للفرزدق يمدح علي بن الحسين زين العابدين ، ديوانه ط بيروت ٢ / ١٧٨ وما بعدها. وتهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩.
[٢] كذا بالأصل ، وفي «ز» : «أي القبائل» وفي الديوان : أي الخلائق.