نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 41 صفحه : 346
وصحب أبا الخير الأقطع ، وطوّف الشام ، ودخل أطرابلس من ساحل دمشق.
حكى عنه أبو بكر محمّد بن الحسن الشيرازي.
أنبأنا أبو محمّد بن طاوس ، وحدّثنا عنه أبو القاسم [١] وهب بن سليمان الفقيه ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر.
ح وقرأت[٢] على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن سهل بن بشر قال : أملى عليّ أبو المعالي المشرف بن مرجا المقدسي ـ بصور ـ نا أبو بكر محمّد بن الحسن الشيرازي ، قال : أوّل من جالست أبا الحسن علي بن الحسن الصيرفي [٣] البغدادي ، وكان رجلا زاهدا متعبّدا ، وكان يتكلم على الناس بعد صلاة العصر في مسجد بيت المقدس في محراب معاوية ، فقال له بعض الشيوخ : يستند الشيخ ، فقال : ما حولت وجهي عن القبلة إلّا وقعت عيني على ما أكره ، وما رآني قط إلّا متوجها إلى القبلة.
قال : وقال لي والدي أبو علي [٤] الحسن : وكنت أراه كثير الخلطة ، فسألته عن ملازمته [٥] [إيّاه؟][٦] فقال : يا بني ، هذا صاحب ديوان المقتدر بالله ببغداد ، وكان يسمى جهبذ الجهابذة ، رمى بالدنيا ، ولبس جبّة صوف ، وسلك الحجاز على الوحدة ، وغزا إلى طرسوس ، ورجع إلى القدس ، فرزقه الله لسانا في علم التوحيد ، يدق عن مسامع كثير من الناس ، ولقد سمعته يقول : نزلت على أبي الخير التيناتي [٧] ـ ; ـ فأقمت في ضيافته ثلاثة أيام ، ثم ودعته وأردت الانصراف من عنده ، فودّعني ، ودفع إليّ قرطاسا فيه وزن درهم [فلم أزل أنفق منه حتى جئت إلى طرابلس فوزنته ، فإذا فيه درهم][٨] ، فندمت على وزني إياه ، وتوفي هذا الشيخ رضياللهعنه وهو في صلاة الوتر ، قرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)[٩] ، فلمّا قال : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)[١٠] فاضت نفسه ، رحمة الله عليه.