نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 41 صفحه : 198
محمّد المؤذن ، نا الحسن بن علي بن محمّد القزّار ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري [١] يقول : سمعت أبا سليمان الدّاراني يقول : حدّثني شيخ بساحل دمشق يقال له علقمة بن يزيد بن سويد ـ قال أبو سليمان : وكان من المرتدين [٢] ـ
قال : حدّثني سويد بن الحارث ، قال [٣] : وفدت على النبي 6 سابع من رفقائي ، فلما دخلنا عليه وكلمناه أعجبه ما رأى من سمتنا وزيّنا فقال : «ما أنتم؟» قلنا : مؤمنون ، فتبسم رسول الله 6 وقال : «لكل قول حقيقة ، فما حقيقة قولكم وإيمانكم؟».
قال سويد : قلنا : خمس عشرة خصلة ، خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها ، وخمس أمرتنا رسلك أن نعمل بها ، وخمس منها تخلّقنا بها في الجاهلية ، ونحن على ذلك إلّا أن يكره منها شيئا.
فقال رسول الله 6 : «ما الخمس خصال التي أمرتكم رسلي أن تؤمنوا بها؟» قلنا : أمرتنا رسلك أن نؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، والبعث بعد الموت.
قال :«فما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تعملوا بهن؟».
قلنا : أمرتنا رسلك أن نشهد أن لا إله إلّا الله ، وأن محمّدا [٤] رسول الله ، وأن نقيم الصلاة ، ونؤتي الزكاة ، ونصوم رمضان ، ونحجّ البيت ، فنحن على ذلك.
قال :«وما الخمس الخصال التي تخلّقتم بها في الجاهلية؟».
قلنا : الشكر عند الرخاء ، والصبر عند البلاء ، والصدق عند اللقاء ، ومناجزة الأعداء وفي رواية غيره : وترك الشماتة بالمصيبة إذا حلت بالأعداء ـ والرضا بالقضاء ، فتبسّم رسول الله 6 وقال : «أدباء ، فقهاء عقلاء حلماء ، كادوا أن يكونوا أنبياء من خصال ما أشرفها وأزينها وأعظم ثوابها».
ثم قال رسول الله 6 : «أوصيكم بخمس خصال لتكمل عشرون خصلة» ، قلنا : أوصنا يا رسول الله ، قال : «إن كنتم كما تقولون ، فلا تجمعوا ما لا تأكلون ، ولا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تتنافسوا في شيء غدا عنه تزولون ، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون»[٨٢٣٣].
[١] مضطربة بالأصل وم وتقرأ : «الجوليني» تصحيف ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمة أبي سليمان الداراني في سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٨٢ وانظر ترجمة أحمد بن أبي الحواري في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٨٥.
[٢] يعني سويد بن الحارث ، انظر سيرة ابن هشام ٢ / ١٦١ و ٢١٧ وكان سويد بن الحارث قد أظهر الإسلام ونافق.
[٣] في أسد الغابة ٢ / ٣٣٥ في ترجمة سويد بن الحارث ، والإصابة ٢ / ٩٨.