نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 40 صفحه : 347
معلومي ، فلا أصحبك بعد هذا ، فقال أبو تراب : كن مع [١] ما وقع لك.
قال : ونا أبي الأستاذ أبو القاسم ، نا محمّد بن عبد الله الصوفي ، نا أحمد بن يوسف الخياط قال : سمعت أبا علي الرّوذباري يقول : سمعت أبا العباس الرقي يقول :
كنا مع أبي تراب النخشبي في طريق مكة ، فعدل عن الطريق إلى ناحية فقال له بعض أصحابه : أنا عطشان ، فضرب برجله فإذا عين من ماء زلال ، فقال الفتى : أحب أن أشربه في قدح ، فضرب بيده إلى الأرض ، فناوله قدحا من زجاج أبيض كأحسن ما رأيت ، فشرب وسقانا ، وما زال القدح معنا إلى مكة ، فقال لي أبو تراب يوما : ما يقول أصحابك في هذه الأمور التي يكرم الله تعالى بها عباده؟ فقلت : ما رأيت أحدا إلّا وهو يؤمن بها ، فقال : من لم يؤمن بها فقد كفر ، إنّما سألتك من طريق الأحوال ، فقلت : ما أعرف لهم قولا فيه ، فقال بلى ، قد زعم أصحابك أنّها خدع من الجنّ وليس الأمر كذلك ، إنّما الخدع في حال السكون إليها ، فأما من لم يقترح ذلك ولم يساكنها فتلك مرتبة الربانيين.
أنبأنا مناولة أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ، أنا أبو بكر المزكّي ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي ، قال : سمعت عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب يقول : كان أبو تراب يقول :
من كان غناه بماله لم يزل فقيرا ، ومن كان غناه في قلبه لم يزل غنيا ، ومن كان غناه بربه فقد قطع عنه اسم الفقر والغنى ، لأنه دخل في حيّز ما لا وصف له.
قال : وأنا السّلمي ، قال : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا علي الرّوذباري يقول : سمعت ابن الجلّاء يقول : سمعت أبا تراب النخشبي يقول [٢] : إذا ألفت القلوب الإعراض عن الله صحبتها الوقيعة في الأولياء.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب [٣] ، أخبرني مكي بن علي المؤدب [٤] ، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، قال : سمعت أبا عبيد دارم بن أبي [٥] دارم يقول : سمعت أخي أحمد بن محمّد قال : قال أبو تراب النخشبي يقول [٦] :
[٦] أقحم بعدها بالأصل : سمعت أبا الفرج المغافري ... يقول سمعت محمّد بن علي الحدي يقول سمعت عبد الله أحمد بن يحيى بن الجلاء يقول سمعت أبا تراب النخشبي يقول : إذا تواترت على أحدكم النعم فليبك نفسه ...
وما أثبتناه يناسب عبارة تاريخ بغداد وم.
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 40 صفحه : 347