نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 40 صفحه : 32
من هذا؟ قلت : جنيد ، فقال : ادخل ، فدخلت ، فإذا هو قاعد مستوفز ، وكان معي أربعة دراهم ، فدفعتها إليه ، فقال لي : أبشر ، فإنّك تفلح ، فإني [١] احتجت إلى هذه الأربعة [٢] دراهم ، فقلت : اللهم ابعث إليّ بها على يدي من يفلح عندك.
أنبأنا أبو الحسن الفارسي ، أنبأنا أبو بكر المزني ، قال : قال : أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي.
عثمان بن مردان أبو القاسم النهاوندي ، صحب أبا سعيد الخرّاز ، حكى عن أبي سعيد أنه قال : كلّ وجد يظهر على الجوارح الظاهرة وفي النفس أدنى حمولة فهو مذموم ، وكلّ وجد يظهر تضعّف النفس عن حمله فذاك محمود.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنا أبو أسعد علي بن عبد الله بن أبي صادق ، أنا محمّد بن عبد الله بن باكوية أخبرنا [٣] علي بن طاهر الأبهري ، نا أبو القاسم بن مردان ، قال : سمعت أبا بكر الزّقّاق [٤] يقول : أخذ عليّ في ابتداء أمري مباينة والدي لأنه كان صيرفيا ، فقالت لي نفسي : اخرج إلى جبل اللّكام [٥] فأقمت فيه عشر سنين ، ثم أثر عليّ بعد ذلك الفاقة ، فطالبتني نفسي بالرجوع إلى الوطن ، فقالت لي : تأكل خبزك في بيتك ، وتعبد ربك ، فخرجت متوجها نحو العراق ، حتى وصلت مفرق الطريقين : طريق إلى الحجاز ، وطريق إلى العراق ، فرأيت محرابا [وعين ماء][٦] ، فتطهرت إلى الصّلاة ، وصليت ركعتي [الاستخارة][٧] ، فسمعت هاتفا يهتف بي وهو يقول : يا أبا بكر الزقاق :
[٤] الزقاق : نسبة إلى بيع الزق وعمله ، وبهذه النسبة اشتهر اثنان من الصوفية هما : أبو بكر أحمد بن نصر ، الزقاق الكبير ، وأبو بكر محمّد بن عبد الله ، الزقاق الصغير. راجع الأنساب.
[٥] جبل اللكام : بتشديد الكاف وتخفيفها ، جبل مشرف على أنطاكية والمصيصة وطرسوس (راجع معجم البلدان).