نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 38 صفحه : 443
كان عثمان بن عروة يقوم من مجلسه ، فيأتي ناس يسلتون [١] الغالية من على العصا بما أصابها من لحيته.
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، وأبي الفضل محمّد بن ناصر ، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام بن محمّد ، أنا علي بن محمّد بن خزفة ، نا محمّد بن الحسن ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا مصعب بن عبد الله قال :
كان عثمان بن عروة من وجوه قريش ، وقد روى عنه هشام أخوه ، وهشام أسنّ منه ، ومات عثمان قبل هشام [٢].
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله قالا : أنا أبو جعفر المعدّل ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله ، قال :
تزوج عثمان بن عروة حفصة بنت عمران بن أهيم بن محمّد بن طلحة ، وقد كانت انقلبت من عند بعض بني مروان ... [٣] من الدنيا ، فبنى عليها في داره التي باعها بعد أبيه يحيى بن عثمان بن موسى بن جعفر التي [٤] ببني عمرو ، وكانت تعمل له في كل يوم خبيصا [٥] معقودا فيما يعمل من طعامه ، فدخل عليه يوما صديق له ، فقال له عثمان حين قدم الخبيص : أما والله ما أشتهيه وللحرير [٦] أعجب إليّ منه ، وقد أقامت بعمله له ويأكله ولا يقول لها في ذلك شيئا سنة ، فلما خرج الرجل من عند عثمان قالت حفصة لعثمان : قد سمعت كلامك في الخبيص ، فكيف لم تذكر [٧] شهوتك للحرير [٨]؟ قال : ما كنت لأذكر ذلك لك ، فتركت الخبيص وعملت الحرير [٩].