نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 38 صفحه : 204
وشربك ، ونومك وشهوتك للباه [١] ، قال : أما قيام فإن قمت فإنّ السماء تبعد ، وإن قعدت فالأرض تقرب ، وأما أكلي وشربي فإني إن جعت كلبت وإن شبعت بهرت [٢] ، وأما نومي فإن حضرت مجلسا حالفني ، وإن خلوت أطلب فارقني ، وأمّا الباءة فإن بذل لي عجزت ، فإن منعته غضبت.
قال معاوية : فأخبرني عن أعجب شيء رأيته ، اني نزلت بحيّ من قضاعة فخرجوا بجنازة رجل من عذرة يقال له حريث بن جبلة ، فخرجت معهم حتى إذا واروه [٣] انكبدت [٤] جانبا عن القوم وعيناي تذرفان ، ثم تمثّلت بأبيات شعر كنت رويتها قبل ذلك [٥] :
الواحد : خنشير ، والجمع الخناشير [٩] ، وهم الذين يتبعون الجنازة.
فقال رجل إلى جانبي : يسمع [١٠] ما أقول : يا عبد الله من قائل هذه الأبيات؟ قلت :والذي أحلف به ما أدري ، قد رويتها منذ زمان ، قال : قائلها الذي دفنا آنفا ، وإنّ هذا ذو قرابته أسرّ الناس بموته ، وإنك للغريب الذي وصف يبكي [عليه][١١] ، فعجبت لما ذكر في شعره [١٢]
[٥] الأبيات في معجم الأدباء ١٢ / ٧٦ ـ ٧٧ وبعضها في تاج العروس بتحقيقنا : دهر ، قال ابن بري : وهي لعثير بن لبيد العذري وقيل : عثير بن عبيد ، وقيل لأبي عيينة المهلبي.
[٦] معجم الأدباء : ينفعنك. (٧) الزيادة عن م ومعجم الأدباء.