مولى بني نوفل بن عبد مناف ، ثم لعبد الرّحمن بن أبي حسين بن الحارث بن نوفل ، ويقال : مولى بني الحارث بن عبد المطلب ، ويقال : مولى بني ليث ، ويقال مولى بني علية بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
المكي المشهور بالإحسان في صنعة الغناء.
سمع عبد الله بن جعفر ، وكان من رواة الأخبار والأشعار.
واستوفده الوليد بن عبد الملك.
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الكاتب [٤].
أخبرني الحسين بن يحيى ، عن حمّاد ـ يعني ابن إسحاق بن إبراهيم الموصلي ـ عن أبيه ، عن جده قال :
كتب الوليد بن عبد الملك إلى عامل مكة : أن أشخص إليّ ابن سريج ، فأشخصه. فلما قدم مكث أياما لا يدعو به ولا يلتفت إليه ، ثم إنه ذكره وطرب له ، فقال : ويلكم ، أين ابن سريج [٥] ، قالوا : حاضر ، قال : عليّ به ، قالوا : أجب أمير المؤمنين ، فتهيأ وتلبس وأقبل حتى دخل على الوليد ، فسلّم ، فأشار إليه أن اجلس ، فجلس بعيدا ، فاستدناه ، فدنا حتى كان منه قريبا ، فقال : ويحك يا عبيد ، قد بلغني عنك ما حملني على الوفادة بك من كثرة أدبك وجودة اختبارك مع ظرف لسانك وحلاوة تنطقك ومجلسك ، قال : جعلت فداك يا أمير المؤمنين ، «تسمع بالمعيدي لا أن تراه» [٦] ، قال الوليد : إنّي لأرجو [٧] أن لا تكون أنت ذاك ، هات ما عندك ، فاندفع ابن سريج يغني بشعر الأحوص :