responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 37  صفحه : 488

أخبرنا أبوا [١] الحسن الفقيهان ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة ، قالوا : أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطي ، نا علي بن الأعرابي ، نا علي بن عمروس.

ح قال : ونا الخرائطي ، نا أبو الفضل العباس بن الفضل الربعي ، عن بعض مشايخه قال :

نزل عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب منزلا منصرفه من الشام نحو الحجاز ، فطلب غلمانه طعاما فلم يجدوا في ذلك المنزل ما يكفيهم لأنه كان مرّ به زياد بن أبي سفيان ـ أو عبيد الله بن زياد ـ في جمع عظيم ، فأتوا على ما فيه ، فقال عبيد الله لوكيله : اذهب في هذه البرية فلعلك أن تجد راعيا أو تجد أخبية فيها لبن أو طعام ، فمضى القيّم ومعه غلمان عبيد الله ، فدفعوا إلى عجوز في خباء ، فقالوا : هل عندك من طعام نبتاعه منك؟ قالت : أما طعام أبيه فلا ، ولكن عندي ما بي إليه حاجة لي ولبنيّ ، قالوا : وأين بنوك؟ قالت : في رعي لهم ، وهذا أوان أوبتهم ، قالوا : فما أعددت لك ولهم؟ قالت : خبزة وهي تحت ملتها [٢] أنتظر بها أن يجيئوا ، قالوا : فما هو غير ذلك؟ قالت : لا ، قالوا : فجودي لنا بنصفها ، قالت : أما النّصف فلا أجود به ، ولكن إن أردتم الكلّ فشأنكم بها ، قالوا : فلم تمنعين النصف وتجودين بالكل؟ قلت : لأن إعطاء الشطر نقيصة وإعطاء الكل فضيلة ، فأنا أمنع ما يضعني وأمنح ما يرفعني ، فأخذوا الملّة ولم تسألهم من هم؟ ولا من أين جاءوا؟ فلما أتوا بها عبيد الله ، وأخبروه بقصة العجوز عجب وقال : ارجعوا إليها فاحملوها إليّ الساعة ، فرجعوا وقالوا : انطلقي نحو صاحبنا ، فإنه يريدك ، قالت : ومن هو صاحبكم ، أصحبه الله السلامة؟ قالوا : عبيد الله بن العبّاس قالت : ما أعرف هذا الاسم ، فمن بعد العباس؟ قالوا : العباس عم رسول الله 6 ، قالت : هذا وأبيكم الشرف العالي ذروته ، الرفيع عماده ، هو أبو هذا عمّ رسول الله 6 ، قالوا : نعم ، قالت : عم قريب أم عمّ بعيد؟ قال : عم هو صنو أبيه ، وهو عصبته ، قالت : ويريد ما ذا؟ قالت : يريد مكافأتك وبرّك ، قالت : على ما؟ قالوا : على ما كان منك ، قالت : أوه لقد أفسد الهاشمي بعض ما اثل له ابن عمه ، والله لو كان ما فعلت معروفا ما أخذت بدينه فكيف وإنما هو شيء يجب على الخلق أن يشارك بعضهم فيه بعضا ، قالوا : فانطلقي فإنه يحبّ أن يراك ، قالت : قد تقدم منكم وعيد ، ما أجد نفسي تسخو بالحركة معه ،


[١] الأصل : «أبو» تصحيف.

[٢] ملّ الشيء في الجمر : أدخله ، والملّة ، الجمر ، والرماد الحار (القاموس المحيط) وفي الصحاح : الملة : الخبزة نفسها والملّى كربّى : الخبزة المنضجة (تاج العروس).

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 37  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست