قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الحسن محمّد بن محمّد بن الحسن القارزي ، وهو الكارزي [٢] ، قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن دوست يقول : سمعت عبد الواحد بن أحمد الدمشقي يقول : قال أحمد بن عاصم الأنطاكي :
دخلت العراق أريد بعض الثغور ، فلما صرت إلى جبل لكام إذا أنا بعابد قد تفرّد عن المخلوقين ، وأنس برب العالمين ، فسلّمت عليه ، فردّ السلام عليّ ثم قال لي : من أين أقبلت؟ قلت : من العراق ، أريد بعض الثغور ، فقال : إلى أمر توقنه ، أو إلى أمر لا توقنه؟ قلت : بل إلى أمر لا أوقنه ، قال : إليك عني يا هذا ، أما علمت أن العارفين بالله وصلوا إلى الله بقلوبهم على أمر يوقنوه ، ثم قال : أوه ، قلت : مم تأوه العابد ، قال : ذكرت لذة عيش المسرفين ، وفرح
[١] ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٨٧ و ١١ / ٤٠٩ وبغية الطلب ٢ / ٨٤٨.
[٢] هذه النسبة ـ بفتح الكاف وكسر الراء والزي ، وقال ابن ماكولا بفتح الراء. إلى كارز ، وهي قرية بنواحي نيسابور على نصف فرسخ منها ، ذكره السمعاني وترجم له ترجمة قصيرة.
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 37 صفحه : 203