نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 34 صفحه : 443
يومئذ بالطائف : إنّي قد وليتك المدينة ، فأغرم ابن الضحاك أربعين ألف دينار ، وعذّبه حتى أسمع صوته وأنا على فراشي ، وبلغ ابن الضحاك الخبر ، فهرب إلى الشام ، فلجأ إلى مسلمة بن عبد الملك فاستوهبه من يزيد ، فلم يفعل وقال : قد صنع ما صنع وأدعه؟ فرده إلى النصري [١] ، إلى المدينة فأغرمه أربعين ألف دينار ، وعذّبه وطاف به في جبة من صوف.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني عمامة بن عمرو السهمي ، عن رجل من خزاعة عن مولى لمحمّد بن ذكوان مولى مروان فارسي.
أنه لما جاء عبد الرّحمن بن الضحاك بن قيس عزله وعمل النصري [٢] ـ فكان بالعرصة [٣] ـ أرسل إلى محمّد بن ذكوان وكان على أمور بني أمية بالمدينة ، فجاءه قال : فقال لي محمّد بن ذكوان : أمسك دابتي ، وصعد إليه. فقال له : يا محمّد بن ذكوان ، قد علمت رأيي فيك [٤] ، وقضائي حوائجك ، وقد جاء من عمل هذا الغلام النصري [٥] ما رأيت ، ولا ينبغي لمثلي أن يقيم له في شيء ، وموضعي يتعنّت بي فأشر علي ، قال : أنا أذن القوم السامعة ، وعينهم الناظرة ، ولا يستقيم لي أشير عليك بشيء لعله يقع بخلافهم ، فقال : يا محمّد بن ذكوان أشر عليّ ، فأبى ، وأبعط [٦] عليه ، فقال عبد الرّحمن بن الضّحّاك :
رميت بالهمّ غيري إذ رميت به
ولم أقم غرضا للهمّ يرميني
شدّوا على إبلكم ، واستبطنوا الوادي ، وأمّوا بها الطريق ، فإني مسلّم على النبي 6 ولا حقكم ، ففعل. فردّ من الطريق ، ووقف الناس ، وكذلك كانت بنو أمية تفعل بالعامل إذا عزلته. فكان يمرّ به القرشيون ، فيعدلون إليه ويبيتون [٧] عليه ، ويجلسون تحته حتى صاروا حلقة ضخمة ، وسقط خفّ رجليه من الشمس ، حتى حمل حملا.
قال : وحدّثني الزبير ، حدّثني عمامة بن عمرو قال :.
وكان عبد الرّحمن بن الضّحّاك برّا بقريش [٨] ، وكان يقول أبغوني رجلا من قريش عليه