responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 33  صفحه : 4

كانت دار أمّ خالد بن يزيد بن معاوية التي تعرف اليوم بدار بني محرز عند دار ابن البقال الذي كان على شرط دمشق ، كان معاوية وهبها لابنه يزيد ، وكانت من صداق أم خالد فاستصفيت وقت انتقال الدولة عن بني أمية ، فلمّا كان في أيام المهدي كتب عامل له على دمشق يعلمه إن منازل بدمشق من الحيازة والمواريث هو ذا ستهلك ، فإن الرأي في بيعها فإنه إذا طال أمرها اندرس خبرها ، فكتب المهدي إلى يحيى بن حمزة : أن يجلس في جامع دمشق وينادي على المنازل التي من المواريث والحيازة ، فمن رغب في شيء باعه إياه ، ففعل ذلك يحيى ، فتقدم محمّد بن مرزوق مولى عثمان بن عفّان ، فاشترى من هذه الدار منزلا في غربها سفل وعلو ، ولم يشتر أحد معه شيئا ، فتحول إليه فسكنه ، فكان يسكن قرية الزبانية ، فأقام به حتى هلك ، فتزوج عبد الله بن محرز بن رزيق ابنة له ، فسكن في الدار بسبب التزويج ، فتوفيت وتزوج أختا لها ، وصار له في الدار ميراث ، وتعلق بالباقي بسبب السلطان ، وقوي أمره حتى غلب على الدار كلها ، فورد على دمشق عامل [١] على الخراج من قبل هارون ، يقال له إسحاق بن ثعلبة ، ويكنى أبا صفوان ، فاتصل به خبر الدار فنازعه فيها منازعة شديدة ، وقدم خادم للرشيد أيضا دمشق ، فشكا إليه إسحاق بن ثعلبة أن هذه الدار جليلة القيمة وأن عبد الله بن محرز ، ومحمّد بن مرزوق إنما تعلّقا بشيء دون منها ، فوجه الخادم إلى عبد الله بن محرز فأحضره فقدم عليه منه رجل معه لسان وبيان بقلنسوة طويلة ، فسلّم وجلس ، فقال إسحاق بن ثعلبة لعبد الله بن محرز : اخرج عن دار السلطان ، فقال له عبد الله بن محرز : الدار داري ، فقال له إسحاق : ما صدقت ، فقال عبد الله بن محرز : أما أنا فملكي وفي يدي ولي ، فإن كان لك حقّ فاثبت عليه شاهدين ، وكان الناس إذ ذاك يتخلفون عن الإقدام على الشهادة عليه لشرّ كان فيه ، وأنه كان متصرفا [٢] ، وانصرف ، فقال الخادم لإسحاق بن ثعلبة : يا أبا صفوان ، إنّ أمير المؤمنين أحوج إلى مثل هذا الرجل منه إلى هذه الدار ، فتركها إسحاق بن ثعلبة ، ومات عبد الله بن محرز وتوارثوه [٣] أولاده ، وناظر بشار بن حرب ، الذي كان يتولى جباية الصوافي [٤] لمحرز بن عبد الله بن محرز فيها فحجّه ، وادّعى ما كان من


[١] بالأصل : عاملا.

[٢] اللفظة غير واضحة بالأصل والمثبت عن المطبوعة.

[٣] كذا.

[٤] الصوافي : جمع صافية ، وهي الضياع التي يستخلصها السلطان لخاصته. والصوافي هي الأملاك والأرض التي جلا عنها أهلها أو ماتوا ولا وارث لها. (اللسان : صفا).

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 33  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست