responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 33  صفحه : 344

قال : عرفت يا أمير المؤمنين الضّب المضبّ [١] فأشخب أوداجه على أثباجه [٢] ، فإنه إن أفلت من حبالك بعد أن زمّت ، ومن قرانك بعد أن حزمت ليحملن عليك جيشا تحيا فيه أصائله ويكثر فيها صهله ودواغله ، فإن العصا من العصية ، ولا تلد الحيّة إلّا حية ، وإنما مثله يا أمير المؤمنين كما قال الشاعر :

أماما قد حللت بلاد قوم

هم الأعداء فالأكباد سود

هم [٣] إن ناجذوني يقتلوني

ومن أثقف [٤] فليس له خلود

قال : فقال عبد الله بن هاشم : فأين كنت عن ذلك يا ابن الأبتر يوم تلوذ بعاتق الدّماث [٥] ويطير مع الغداف [٦] يوم كسرتك بصفين ، وأنت كالأمة السوداء لا تمنع يد لامس.

قال معاوية : تلك أضغاث صفين ، وما ورثك أبوك.

قال : فما فيك يا معاوية ما تنتصر حتى تسلّط علينا عبد سهم؟ والله ، لئن شفيت لأربدن وجهه ، ولأخرسن لسانه ، وليقومن وبين كتفيه عنابة يلين بها أخدعاه فأمر به معاوية إلى الحبس ، وخرج عمرو مغضبا وأنشأ يقول [٧] :

أمرتك أمرا حازما فعصيتني

وكان من التوفيق قتل ابن هاشم

أليس أبوه يا ابن هند الذي به [٨]

رمانا [٩] عليّ يوم حزّ الغلاصم

فقتلنا [١٠] حتى جرت من دمائنا

بصفّين أمثال البحار الخضارم

فهذا ابنه والمرء يشبه عيصه [١١]

ولا شك أن تقرع [١٢] به سن نادم


[١] أضب فلان على غلّ في قلبه : أضمره.

[٢] الأثباج جمع ثبج ، وثبج كل شيء : معظمه ووسطه وأعلاه ، والثبج : الوسط ، وما بين الكاهل إلى الصدر.

[٣] البيت في تاج العروس بتحقيقنا «ثقف» ١٢ / ١٠٣ ونسبه لعمرو بن ذي كلب برواية :

فإما تثقفوني فاقتلوني

فإن أثقف فسوف ترون بالي

[٤] ثقف الرجل : ظفر به.

[٥] الدماث جمع دمث : السهول من الأرض.

[٦] الغداف : الغراب.

[٧] الأبيات في وقعة صفين ص ٣٤٩ والفتوح لابن الأعثم بتحقيقنا ٣ / ١٢٥.

[٨] الفتوح : «هو الذي» وفي وقعة صفين : يا معاوية الذي.

[٩] الفتوح : «رماك» وفي وقعة صفين : رماك على جد يحز الغلاصم.

[١٠] وقعة صفين : فما برحوا حتى.

[١١] وقعة صفين : «أصله» وفي الفتوح : شيخه.

[١٢] وقعة صفين : مستقرع إن أبقيته سن نادم.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 33  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست