responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 30  صفحه : 413

يخفّ ، وإن الله ذكر أهل الجنة وصالح ما عملوا ، وتجاوز عن سيئاتهم فيقول قائل [١] : أنا أفضل من هؤلاء ، وذكر آية الرحمة وآية العذاب فيكون المؤمن راغبا راهبا ، ولا يتمنى على الله غير الحق ، ولا يلقى بيده إلى التهلكة ، فإن حفظت قولي فلا يكونن غائب أحبّ إليك من الموت ، ولا بدّ لك منه ، وإن ضيّعت وصيتي فلا يكونن أمر [٢] أبغض إليك من الموت ، ولن تعجزه.

أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن الفضل ، أنا أبو عثمان الصابوني ، أنا أبو بكر ابن زكريا الشيباني ، أنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن منصور ، نا محمد بن عبد الوهاب الفراء ، أبو أحمد ، أنا يعلى بن عبيد ، نا إسماعيل عن زبيد قال : لما ثقل أبو بكر فأراد أن يستخلف عمر فقالوا : استخلف علينا فظا غليظا فهو إذا ولي كان أفظ وأغلظ ما ذا تقول لربك إذا أتيته وقد استخلفت عمر ، قال : أبر بي تخوفوني ، أقول : أمرت عليهم خير أهلك ، ثم أرسل إلى عمر فقال : إني موصيك بوصية إن حفظتها ، إن لله حقّا في النهار [٣] لا يقبله في الليل ، وإن لله حقا في الليل لا يقبله في النهار ، وأنها لا تقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة ، وإنما ثقلت موازين من ثقلت يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا ، وثقله عليهم حق لميزان لا يوضع فيه إلّا الحق أن يثقل ، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم خفّ لميزان لا يوضع فيه إلّا الباطل أن يخف وإن الله عزوجل ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيّئاتهم فيقول القائل : أنا دون أو شرّ أو لا أبلغ هؤلاء أو نحو من هذا ، وأن الله عزوجل ذكر أهل النار بأسوإ أعمالهم ورد عليهم صالح الذي عملوا ، فيقول القائل : أنا أفضل من هؤلاء ، وأن الله ذكر آية الرحمة وآية العذاب ليكون المؤمن راغبا راهبا ولا يلقى بيديه إلى التهلكة ولا يتمنى على الله غير الحق ، فإن حفظت وصيتي فلا يكونن غائب أحبّ إليك من الموت ، ولا بدّ لك منه ، وإن ضيعت فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت وليست معجزة [٤].

أخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو وبكر بن المقرئ ، أنا أبو سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي ، نا أبو يحيى


[١] عن م والزهد ، وبالأصل : فإنك.

[٢] في الزهد : غائب.

[٣] «في النهار» استدركت على هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.

[٤] في م : بمعجزة.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 30  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست