نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 3 صفحه : 357
وقد نعته بعض من نعته بأنه كان مشربا بحمرة ، وقد صدق من نعته بذلك. ولكن إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس [١] والرياح. فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة ، وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لا يشك [٢] فيه أحد ممن [٣] وصفه بأنه أبيض أزهر فعنى ما تحت الثياب فقد أصاب.
ومن نعت ما ضحى الشمس والرياح بأنه أزهر مشرب بحمرة فقد أصاب. ولونه الذي لا يشك فيه أحد : الأبيض الأزهر ، وإنما الحمرة من قبل الشمس والرياح.
وكان عرقه في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب من المسك الأذفر وكان رجل الشعر حسنا ليس بالسبط ولا بالجعد القطط ، كان إذا مشطه بالمشط كأنه حبك [٤] الرمل ، أو كأنه المتون التي تكون [٥] في الغدران [٦] إذا سفتها الرياح ، فإذا مكث لم يرجل أخذ [٧] بعضه بعضا ، وتحلق حتى يكون متحلقا كالخواتيم ، كان أول أمره قد سدل ناصيته [٨] بين عينيه ، كما تسدل نواصي الخيل ، ثم جاءه جبريل عليه الصلاة والسلام بالفرق ففرق.
فكان شعره عليه الصلاة والسلام فوق حاجبيه. ومنهم من قال : كان يضرب شعره منكبيه ، وأكثر من ذلك إذا كان إلى شحمة أذنه [٩].
وكان عليه الصلاة والسلام ربما جعله غدائر أربع تخرج الأذن اليمنى من بين غديرتين يكتنفانها ، وتخرج الأذن اليسرى من بين غديرتين يكتنفانها وتخرج الأذنان ببياضها من بين تلك الغدائر كأنهما توقد الكواكب الدرّيّة بين سواد [شعره][١٠] ، وكان
[١] بالأصل : «ما ضحر الشمس» وفي خع : «ما ضحى الشمس» والمثبت عن الدلائل.