responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 29  صفحه : 63

وقفنا على قبر بدسم فهاجنا

وذكّرنا بالعيش إذ هو مصحب

فجالت بأرجاء الجفون سوافح

من الدمع [١] تستبكي الذي يتعيب

إذا أبطأت عن ساحة الخد ساقها

دم بعد دمع إثره يتصبّب

فإن تسعدا نندب عبيدا بعولة [٢]

وقلّ له منا البكا والتنحّب [٣]

ثم نزل صاحبه فعقر ناقته ، وقال له القرشي : خذ في صوت أبي يحيى ، فاندفع يتغنّى [٤] :

أسعداني بدمعة [٥] أسراب

من دموع كثيرة التسكاب

إنّ أهل الحصاب قد تركوني

مولعا مولها بأهل الحصاب [٦]

أهل بيت تتابعوا للمنايا

على الموت بعدهم من عتاب

فارقوني وقد علمت يقينا

ما لمن ذاق ميتة من إياب

كم بذاك الحجون من أهل صدق [٧]

وكهول أعفة وشباب

سكنوا الجزع جزع بيت أبي مو

سى إلى النخل من صفّي السّباب [٨]

فلي الويل بعدهم وعليهم

صرت فردا وملّني أصحابي

قال ابن أبي دباكل : فو الله ما تمم صاحبه منها ثالثا حتى غشي على صاحبه ، وأقبل يصلح السرج على بغلته [وهو غير معرج عليه][٩] ، فسألته من هو؟ فقال : رجل من جذام ، قلت : بمن يعرف؟ قال : بعبد الله بن المنتشر ، قال : ولم يزل القرشي على حاله ساعة ثم أفاق ، فجعل الجذامي ينضح الماء على وجهه ويقول كالمعاتب له : أنت أبدا


[١] الأغاني : من الدمع تستتلي الذي يقعقب.

[٢] العولة والعول والعويل ، يقال أعول وعوّل للذي يرفع صوته بالبكاء والصياح.

[٣] الأغاني : التحوّب.

[٤] الشعر لكثير بن الصلت السهمي كما في معجم البلدان (في الحصاب ، وفي السباب).

[٥] الأغاني : بعبرة.

[٦] الحصاب الموضع الذي يرمي به الجمار بمنى.

[٧] بالأصل : «حي صدوق» والمثبت عن الأغاني.

والحجون : جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها.

[٨] قال الزبير : بيت أبي موسى الأشعري ؛ وصفي السباب : ماء بين دار سعيد الحرشي التي تناوح بيوت بيوت أبي القاسم بن عبد الواحد التي في أصلها مسجد. وكان به نخل وحائط لمعاوية (انظر ياقوت).

[٩] الزيادة عن الأغاني.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 29  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست