responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 29  صفحه : 268

سفرنا ، قال : هذا الذي لا يردّ ، فتوضّيا ثم صلّيا ركعتين ركعتين ، فالتفت الأنصاري إلى الثقفي فقال : يا أخا ثقيف ، ما رأيك؟ قال : وأيّ موضع رأي هذا؟ قضيت سفري وانصبت بدني ، وأنضبت [١] راحلتي ، ولا مؤمّل دون ابن عامر ، فهل لك رأي غير هذا؟ قال : نعم ، قال : إنّي لمّا صلّيت هاتين الركعتين فكّرت فاستحييت من ربي أن يراني طالبا رزقا من غيره ، اللهمّ رازق ابن عامر ارزقني من فضلك ، ثم ولّى راجعا إلى المدينة ، ودخل الثقفي البصرة ، فمكث أياما فأذن له ابن عامر ، فلمّا رآه رحّب به ثم قال : ألم أخبر أنّ ابن جابر خرج معك؟ فخبّره خبره ، فبكى ابن عامر ، ثم قال : أما والله ما قالها أشرا ولا بطرا ، ولكن رأى مجرى الرّزق ومخرج النعمة ، فعلم أنّ الله الذي فعل ذلك ، فسأله من فضله ، فأمر للثقفي بأربعة آلاف درهم وكسوة ، وطرف ، وأضعف ذلك كله للأنصاري ، فخرج الثقفي وهو يقول :

أمامة ما حرص الحريص بزائد

فتيلا ولا زهد الضعيف بضائر [٢]

خرجنا جميعا من مساقط رءوسنا

على ثقة منّا بخير ابن عامر

فلما أنخنا الناعجات ببابه

تأخر عني اليثربيّ ابن جابر

وقال : ستكفيني [٣] عطية قادر

على ما يشاء اليوم ، بالخلق قاهر

وإن [٤] الذي أعطى العراق ابن عامر

لربي الذي أرجو لسدّ مفاقري

فلما رآني سال عنه صبابة

إليه كما حنّت طراب الأباعر

فأضعف عبد الله إذ غاب حظّه

على حظّ لهفان من الحرص فاغر

فأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي

ولا ضائري شيء خلاف المقادر

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال : قرأت في كتاب أبي عبيد الله المرزباني بخطه ، وحدّثني محمّد [٥] بن أحمد بن محمّد بن عمر المعدّل عنه ، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن الجمال ، نا الحسن بن عليل العتري ، نا


[١] عن م وبالأصل : وأنصبت.

[٢] بالأصل وم : بصاير ، وقد مرّ.

[٣] بالأصل وم : سيكفيني.

[٤] هذا البيت ورد في الوافي بالوفيات ١٧ / ٢٣٠ نسبة إلى ابن أذينة.

[٥] بالأصل وم : «أبو محمد» حذفنا «أبو» فهي مقحمة ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٢١٣.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 29  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست