نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 29 صفحه : 213
إن [١] لم تكن تأتيه قط إلّا كان أوّل خلق الله نزعا إليه الرجال ، ولم يسمع بمفازة إلّا حفرها ، ولا ثنية إلّا سهّلها [٢] ، وكنتم تقدمون علينا هاهنا فيكون أوّلنا عليكم دخولا ، وآخرنا من عندكم خروجا ، وكنتم تحسبوننا بعطائنا ، فنصيح بكم وأنتم بالشام ونحن بمكة ، فتخرجونها له ، فبهذا بلغ.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، قال : وحدّثت [٣] عن محمّد بن الحسين ، نا عبد الوهّاب بن عطاء ، نا أبو الربيع السّمّان ، عن القاسم بن أبي بزّة قال : تناول رجل من أهل مكة ابنا لعبد الله بن صفوان ببعض ما يكره ، فأمسك عنه الفتى ، فقال مجاهد : لقد أشبه أباه في الحلم والاحتمال [٤].
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، أخبرني العبّاس بن هشام ، عن أبيه ، حدّثني شيخ من أهل المدينة قال [٥] :
أقبل أبو حميد بن داود بن قيس بن السائب المخزومي على عبد الله بن صفوان بن أميّة يشتمه ويقع فيه ، وهو جالس في المسجد ، وحوله بنوه وأهله ، فقال : عزمت على رجل منكم أن يجيبه ، ثم انصرف ، فقالوا : لم نر مثل تركك هذا يشتمك ، فأمر له بصلة مكانه ، فأقبل إليه بعد ذلك فقال : أشتمك وتصلني؟ قال : تريد أن تزيل الجبال؟
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص [٦] ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن سلّام ، عن أبي [٧] عبد الله الأزدي ، قال :
وفد المهلّب بن أبي صفرة على عبد الله بن الزبير ، فأطال الخلوة معه ، فجاء ابن
[١] كذا وردت العبارة التالية بالأصل وم ، وفي تاريخ الإسلام : إنه لم يكن يأتيه أحد قطّ إلّا كان أول خلق الله تسرعا إليه بالرجال.
[٢] إلى هنا ينتهي الخبر في تاريخ الإسلام (٦١ ـ ٨٠ ص ٤٥١).