نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 28 صفحه : 131
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب [١] ، أخبرني محمّد بن الحسن [٢] بن دريد ، أنا أبو حاتم ، عن أبي عبيدة ، عن رؤبة ، قال :
لما ولي الوليد بن عبد الملك الخلافة فبعث بي [٣] الحجّاج مع أصحابه لنلقاه [٤] ، واستقبلنا الشمال حتى صرنا بباب الفراديس.
قال : وكان خروجنا في ربيع مخصب ، وكنت أصلي [٥] الغداة ، فاجتني الكمأة ما شئت ، ثم لا أجاور قليلا حتى أرى غيرها خيرا منها ، فأرمي بها وآخذ الأخرى ، حتى بلغنا بعض المياه ، فأهدي لنا جمل مخرفج [٦] ، ووطب لبن غليظ ، وزبدة كأنها رأس نعجة حوشية فقطّعنا الحمل آرابا [٧] وكررنا [٨] عليه اللبن والزبدة حتى إذا بلغ إناه انتشلنا اللحم بغير خبز ، ثم شربت من مرقه شربة لم أنزل لها ذفرياي [٩] ترشح حتى رجعنا إلى حجر ، فكان أوّل من لقينا من الشعراء جرير ، فاستعهدنا ألا نعين عليه ، فكان أول من أذن له من الشعراء أبي ، ثم أنا ، فأقبل الوليد على جرير فقال له : ويلك ، ألا تكون مثل هذا أعقد الشفاه عن أعراض الناس ، فقال : إنّي أظلم فلا أصبر.
ثم لقينا بعد ذلك جرير ، فقال : يا ابن [١٠] أم العجاج ، والله لئن وضعت كلكلي عليكما لا أغنت عنكما مقطّعاتكما ، قال : لا والله ، ما بلغه عنا شيء ، ولكنه حسدنا لما أذن لنا قبله ، واستنشدنا قبله.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي [١١] ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، وابنه أبو علي ، قالا :
[١] الخبر في الأغاني ٢٠ / ٣٥٠ ضمن أخبار رؤبة بن العجاج.
[٢] بالأصل وم : «الحسين» خطأ ، والصواب ما أثبت عن الأغاني ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٩٦.