نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 27 صفحه : 23
وبلغني أن ابن أخت وليد هذا كان خيّاطا ، وكان أبوه حائكا ينسج المقانع [١] ، وكان سخيفا خليعا ، مذكورا بالارتشاء ، وهجاه جماعة من أهل مصر فمما قال [٢] فيه محمّد بن بدر الغفاري :
يا أوضع الناس أحسابا وأنذلهم
فعلا وأكثر هم عند الجميل عما
لو كنت تأمل أو تخشى المعاد لما ألفيت
في كلّ أمر فاضح علما
أعمى عن الرشد في كلّ الأمور فقد
أصبحت في الدين عند الناس متهما
يا ابن الوليد تدبّر ما أتيت به
ولا تكن للهدى مستكملا صمما
لو كنت تتبع أهل الحق معتصما
أو كنت تخشى عذاب الله معتزما
لما استعنت بحمّاد اللعين وما
رأيت قطّ له في صالح قدما
جعلته كاتبا يمضي الأمور ولم
يمس قبلك قرطاسا ولا قلما
فما تقرّب إلّا من يقربه
ممن يعاديه بالبرطيل مكتتما
قل للوليديّ حالفت الضلال وما
بمثل فعلك هذا تحرس النّعما
وهي قصيدة طويلة فيها نيّف وثلاثون بيتا ، وكان حمّاد حاجبه وكاتبه ، وما كتب قط ، وإنما قدمه للمقاطعة في الأحكام والتعديل.
توفي أبو محمّد القاضي في ذي القعدة سنة تسع وستين وثلاثمائة ، وكان يقال : إنه جاوز التسعين.
ذكر ذلك أبو محمّد [٣] مشرف بن علي بن الخضر التمّار ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مرزوق المعدل ـ بمصر ـ فذكر وفاته.
٣١٤٩ ـ عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد