نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 25 صفحه : 300
قدم عليه أبو جندل كان هو يؤمهم ، واجتمع إلى أبي جندل حين سمعوا بقدومه ناس من بني غفار ، وأسلم ، وجهينة ، وطوائف من الناس ، حتى بلغوا ثلاثمائة مقاتل وهم مسلمون.
قال : فأقاموا مع أبي جندل ، وأبي بصير لا يمرّ بهم عير لقريش إلّا أخذوها وقتلوا أصحابها ، فأرسلت قريش إلى رسول الله 6 أبا سفيان بن حرب يسألونه ويتضرّعون إليه أن يبعث إلى أبي بصير وأبي جندل بن سهيل ومن معهم فيقدموا عليه [١] ، وقالوا : من خرج منا إليك فأمسكه غير حرج أنت فيه ، فإن هؤلاء الركب قد فتحوا علينا بابا لا يصلح إقراره ، وكتب رسول الله 6 إلى أبي جندل وأبي بصير يأمرهم أن يقدموا عليه ، ويأمر من معهما ممن اتّبعهما من المسلمين أن يرجعوا إلى بلادهم وأهليهم ولا يعترضوا لأحد مرّ بهم من قريش وعيرانها ، فقدم كتاب رسول الله 6 ـ زعموا ـ على أبي جندل وأبي بصير ، وأبو بصير يموت ، فمات وكتاب رسول الله 6 في يده يقرأه ، فدفنه أبو جندل مكانه ، وجعل عند قبره مسجدا ، وقدم أبو جندل على رسول الله 6 ومعه ناس من أصحابه ، ورجع سائرهم إلى أهليهم ، وأمنت عيرات قريش ، ولم يزل أبو جندل مع رسول الله 6 وشهد ما أدرك من المشاهد بعد ذلك ، وشهد الفتح ، ورجع مع رسول الله 6 فلم يزل معه في المدينة حتى توفي رسول الله 6 ، وقدم سهيل بن عمرو المدينة أوّل خلافة عمر بن الخطّاب ، فمكث بالمدينة أشهرا ، ثم خرج مجاهدا إلى الشام بأهله وماله هو والحارث بن هشام ، فاصطحبا جميعا ، وخرج أبو جندل مع أبيه سهيل بن عمرو إلى الشام ، فلم يزالا مجاهدين بالشام حتى ماتا [٢] جميعا.
ومات الحارث بن هشام ، فلم يبق من ولده إلّا عبد الرّحمن بن الحارث ، فتزوج عبد الرّحمن فاختة [٣] بنت عتبة ، فولدت له أبا بكر بن عبد الرّحمن ، وأكابر ولده.
فهذا حديث أبي جندل وأبي بصير ـ زاد الأكفاني : ولم يبق من ولد سهيل ولا ولد ولده أحد [إلّا][٤] فاختة ابنة عتبة بن سهيل ، ومات ولد الحارث بن هشام.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ،