نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 25 صفحه : 180
الحسين بن علي الكسائي ، نا يحيى بن سليمان الجعفي ، قال : ثم رجع إلى حديث أبي يوسف ، عن أبي حمزة الثّمالي ، قال :
لما بويع معاوية وفد عليه الأحنف بن قيس ، وأبو الأسود الدّيلي في أهل البصرة ، فقال معاوية للأحنف حين دخل عليه : أنت القاتل أمير المؤمنين يريد عثمان ، والخاذل أم المؤمنين ومقاتلنا بصفين؟ فقال له الأحنف : يا أمير المؤمنين لا تردّ الأمور على أدبارها ، فإنّ القلوب التي أبغضناك بها في صدورنا ، وإنّ السيوف التي قاتلناك بها في عواتقنا ، فلا تمدّ لنا شبرا من الغدر إلّا مددنا لك باعا من الختر [١] ، وإن كنت يا أمير المؤمنين لجدير أن تستصفي كدر قلوبنا بفضل حلمك قال : إنّي فاعل إن شاء الله ، ثم أقبل على أبي الأسود الدّيلي ، فقال له : [أنت][٢] القاتل لعلي : ابعثني حكما ، فو الله ما أنت هناك ، إنك لفهيه [٣] المحاورة ، عييّ بالجواب ، فكيف كنت صانعا؟ قال : كنت جامعا أصحاب محمّد 6 فأقول لهم : أبدري ، أحدي ، شجري ، عقبي ، أحب إليكم ، أم رجل من الطلقاء؟ فقال معاوية : قاتله الله ، والله لقد خلعني خلع الوصيف [٤].
قال : ونا إبراهيم بن الحسين ، نا موسى بن إسماعيل ، نا غسان بن مضر ، نا سعيد عن بعض أصحابه قال : قال أبو الأسود الدّيلي لمعاوية بن أبي [٥] سفيان : لو كنت بمكان أبي موسى ما صنعت ما صنع؟ قال : وما كنت تصنع؟ قال : كنت أنظر رهطا من المهاجرين ورهطا من الأنصار فأناشدهم الله المهاجرين أحقّ بالخلافة أو الطلقاء ، فقال معاوية : أقسمت عليك لا تذكرنّ هذا الحديث ما عشت.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أحمد بن الحسن ـ زاد عبد الوهاب : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني ، أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خياط [٦] ، قال : أبو الأسود الدّيلي اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن
[١] مهملة بالأصل ، والصواب ما أثبت ، والختر : الغدر والخديعة ، أو أقبح العذر (القاموس).