نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 24 صفحه : 296
رجل من بني عقيل إلى ما يلي بقيس عند راياتها من القتل فقال : اللهمّ العنها من رايات ، واعترضها بسيفه فجعل يقطّعها ، فإذا سقطت الراية تفرّق أهلها ، ثم انهزم الناس ، فنادى منادي مروان : ولا تتبعوا موليا. فأمسك عنهم.
قال محمّد بن عمر : وقتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتله في موطن قط ، وكانت وقعة مرج راهط للنصف من ذي الحجة تمام سنة أربع وستين.
قال محمّد بن عمر : لما بلغ الضّحّاك أن مروان قد بايع لنفسه على الخلافة بايع من معه لابن الزبير ، ثم سار كل واحد منهما إلى صاحبه بمن اتّبعه ، فالتقوا بمرج راهط للنصف من ذي الحجة تمام سنة أربع وستين فاقتتلوا قتالا شديدا ، فقتل الضّحّاك وأصحابه ، وقتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتله في موطن قط.
قال وأنا ابن سعد ، وأنا علي بن محمّد ، عن الشرفي بن القطامي الكلبي قال : قتل الضّحّاك بن قيس رجل من بني كلب يقال له زحمة بن عبد الله.
وقال ابن سعد : أنا علي ، عن خالد بن يزيد بن بشر الكلبي قال : حدّثني من شهد مقتل الضّحّاك ، قال : مرّ بنا رجل يقال له زحمة ما يطعن أحدا [١] إلّا صرعه ، ولا يضرب أحدا إلّا قتله ، إذ حمل على رجل ، فطعنه فصرعه وتركه ، وقد مضى حتى ضرب رجلا فخذله فأتيته فإذا هو الضّحّاك فاحتززت رأسه ، فأتيت به مروان فقال : أنت قتلته؟ قلت : لا ، وأخبرته من قتله ، وكيف صنع ، فأعجبه صدقي ، وكره قتل الضّحّاك ، وقال : الآن حين كبرت سني واقترب أجلي أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض وأمر لي بجائزة.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا عبد الله بن منده ، أنا إبراهيم بن محمّد بن صالح ، وعبد الرّحمن بن علي البجلي ، قالا : أنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، قال : قرأت في كتاب محمّد بن معاذ بن عبد الحميد ، أعطانيه ابنه : أن الهيثم بن عمران حدّثهم أنه سمع إسماعيل بن عبيد الله قال : كان عبد الرّحمن بن أمّ الحكم يوم راهط عامل مروان على دمشق ، وكان مروان يقاتل الضّحّاك بن قيس بمرج راهط فجاءه روح بن زنباع فبشّره بقتله [٢].
[١] بالأصل : «ما يطعن إلا أحدا» وفوق إلّا أحدا علامتا «م» تشيران إلى تقديم وتأخير ، وهو ما أثبتناه.
[٢] انظر الخبر في سير الأعلام ٣ / ٢٤٣ إلى ٢٤٥ وفيه اختصار.
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 24 صفحه : 296