تولى دمشق مدة ، وقام بحرب الفرنج وفتح حصونهم غير مرة ، وكان شجاعا مقداما صارما مهيبا ، وحجّ بالناس سنة خمس وخمسين وخمس مائة ، ثم قصد ديار مصر على ثلاث دفعات خلعها في الثالثة ، وكان مفتاحا للخير بها ، ويسّر الله دعوة الحقّ والقبول والسنّة بها على يدي الملك الناصر صلاح الدين ـ أدام الله أيامه ـ وكان قد استخلف الملك الناصر بها ، وكانت أيام أسد الدين بمصر نحوا من ستين يوما [٢] ، وتوفي ـ ; ـ بمصر في يوم السبت سنة أربع وستين وخمسمائة بعد أن حصرها الفرنج ـ خذلهم الله ـ وطمعوا في ملكها واستعانوا [٣] أهلها بأسد الدين فأتاهم معينا لهم ، فردّ الفرنج عنهم ، وقتل شاور الجذامي [٤] ، واستولى على ديار مصر ، وله منّة على كلّ مسلم باستنقاذ ديار مصر من أيدي الفرنج.
[١] ترجمته في وفيات الأعيان ٢ / ٤٧٩ والوافي بالوفيات ١٦ / ٢١٤ وفيه : شاذي بن مروان بن يعقوب.
وأمراء دمشق للصفدي ص ٦٢ وسير الأعلام ٢٠ / ٥٨٧ وفي صفحات متفرقة من الكامل لابن الأثير ج ٦ بتحقيقنا ، والنجوم الزاهرة (ج ٥) والعبر ٥ / ١٨٦ وشذرات الذهب ٤ / ٢١١.