نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 23 صفحه : 191
طلب شمر ـ يعني مضى [١] شمر حتى ينزل ساتيدما [٢] ثم مضا حتى ينزل إلى جانب قرية ، يقال لها : الكلتانية [٣] على شاطئ نهر إلى جانب تلّ ، ثم أرسل إلى تلك القرية فأخذ منها علجا ثم قال : النجاء بكتابي هذا إلى المصعب بن الزبير ، وكتب عنوانه للأمير مصعب بن الزبير من شمر بن ذي الجوشن ، قال : فمضى العلج حتى يدخل قرية فيها بيوت وفيها أبو عمرة ، وقد كان المختار بعثه في تلك الأيّام إلى تلك القرية ليكون مسلحة فيما بينه وبين أهل البصرة ، فلقي ذلك العلج علجا [٤] من أهل تلك القرية فأقبل يشكو إليه ما لقي من شمر ، وأنه لقائم معه يكلمه [٥] إذ مر به رجل من أصحاب أبي عمرة فرأى الكتاب مع العلج [وعنو][٦] انه لمصعب من شمر ، فسألوا [٧] : العلج عن مكانه الذي هو به [٨] ، فإذا ليس بينهم وبينه إلّا ثلاثة فراسخ ، فأقبلوا يسيرون إليه.
قال [٩] : أبو مخنف ، فحدّثني مسلم بن عبد الله قال : وأنا والله مع شمر تلك الليلة ، فقلنا له : لو أنك ارتحلت بنا من هذا المكان فإننا نتخوف به ، فقال : أو كل هذا فرقا من هذا الكذّاب ، والله لا أتحول منه ثلاثة أيام ، ملأ الله قلوبكم رعبا ، قال : وكان ذلك المكان الذي كنّا به فيه دبى كثير ، فو الله إني لبين اليقظان والنائم إذا سمعت وقع حوافر الخيل ، فقلت [في نفسي :][١٠] والله صوت الدّبا ، ثم اني سمعت أشد من ذلك ، فانتبهت ومسحت عيني ، فقلت : لا والله ما هذا بالدبا ، قال : وذهبت لأقوم ، فإذا أنا بهم قد أشرفوا علينا من التل ، فكبّروا ثم أحاطوا بأبياتنا ، وخرجنا نشتد [١١] على أرجلنا وتركنا خيلنا ، قال : فأمّر على شمر وانه لمرتدي [١٢] ببرد محفق [١٣] وكان أبرص ، فكأني