نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 23 صفحه : 187
يونس بن أبي إسحاق الهمداني ، عن أبيه [١] ، عن جده ، عن ذي الجوشن قال :
أتيت رسول الله 6 بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي ، قلت : يا محمّد إني قد جئتك يا ابن القرحاء لتتخذه قال : «لا حاجة لي فيه ، ولكن إن شئت أن أقيضك به المختارة من دروع بدر ، فعلت»[٢] ، فقلت : ما كنت لأقايضك اليوم بغيره ، قال : «فلا حاجة لي فيه» ، ثم قال : «يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أوّل هذا الأمر؟» قلت : لا ، قال : «لم؟» قلت : إني رأيت قومك قد ولعوا بك ، قال : «فكيف بلغك من مصارعهم؟» قال : قلت : قد بلغني ، قال : [فإنا نهدي لك][٣] قلت : إن يغلب على الكعبة وتقطنها [٤] قال : «لعلك إن عشت أن ترى ذلك» ، ثم قال : : «يا بلال خذ حفنية الرجل فزوّده من العجوة» ، فلما أدبرت قال : «إنه من خير بني عامر» ، قال : فو الله إني لبأهلي بالغور [٥] إذ أقبل راكب فقلت : من أين؟ قال : من مكة ، قلت : ما فعل الناس؟ قال : قد [٦] غلب عليها محمّد ، قال : فقلت : هبلتني أمي ، فو الله لو أسلم يومئذ ثم أسأله الحيرة لأقطعنيها [٥٠٢٩ م].
قال : وثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل [٧] ، ثنا شيبان بن أبي شيبة ، أبو محمّد ، ثنا جرير بن حازم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، قال : قدم على النبي 6 ذو الجوشن وأهدى له فرسا ، وهو يومئذ مشرك ، فأبى رسول الله 6 أن يقبله ، ثم قال : «إن شئت أن تبيعه [٨] أو هل لك المتخيّرة من دروع بدر» ، ثم قال له رسول الله 6 : «هل لك أن تكون من أول من يدخل في هذا الأمر؟» فقال : لا ، فقال له النبي 6 : «ما يمنعك من ذلك؟» قال : رأيت قومك قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك ، فانظر ما ذا تصنع ، فإن ظهرت عليهم آمنت بك واتبعتك ، وإن ظهروا [٩] عليك لم أمنعك ، فقال له رسول الله 6 : «يا